بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ﴾ (ﺍلأﻧﻌﺎﻡ:76)

    ﻟﻘﺪ ﺃﺑﻜﺎﻧﻲ ﻧﻌﻲُ: ﴿لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ﴾ ﻣﻦ ﺧﻠﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻌﻲ ﺑﻪ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ، ﻓﺼﺒّﺖ ﻋﻴﻦُ ﻗﻠﺒﻲ ﻗﻄﺮﺍﺕٍ ﺑﺎﻛﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻛﻞ ﻗﻄﺮﺓ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻜﻤﺪ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺍلأﺷﺠﺎﻥ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺤﻴﺐ. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻄﺮﺍﺕ ﻫﻲ ﻫﺬﻩ ﺍلأﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ.. ﻭﻫﻲ ﻧﻤﻂ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻜـلاﻡ ﺧﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻧﺒﻴﻪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﺍلآﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ: ﴿لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ﴾.

ﻧَﻤِﻰ ﺯِ ﻳﺒَﺎﺳْﺖ «ﺃﻓُﻮﻟْﺪَﻩ» ﮔُﻢْ ﺷُﺪَﻥ ﻣَﺤْﺒُﻮﺏْ

    ﻣﺤﺒﻮﺏ، ﻳﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺃﻓﻖ ﺍﻟﻤﻐﻴﺐ! ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺤﺒﻮﺏ ﺟﻤﻴﻞ، ﻓﺎﻟﻤﺤﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﻝ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻤﻴـلا ﺣﻘﺎ ﻭلا ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﺇﺫ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺃﺻْـلا ﻟﻴﻌﺸﻖ ﺧﺎﻟﺪﺍ، ﻭﻳﻌﻜﺲ ﺃﻧﻮﺍﺭَ ﺍﻟﺼﻤﺪ، لا ﻳﻮﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ ﻭلا ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ.

    ﻧَﻤِﻰ ﺃَﺭْﺯَﺩْ «ﻏُﺮُﻭﺑْﺪَﻩ» ﻏَﻴْﺐ ﺷُﺪَﻥْ ﻣَﻄْﻠُﻮﺏْ

    ﻣﻄﻠﻮﺏ، ﻣﺤﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎلأﻓﻮﻝ! ﻟﻴﺲ ﺃﻫـلا ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭلا ﻳﺸﺪ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮ؛ لأﻧّﻪ ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﺟﻌﺎ ﻟـلأﻋﻤﺎﻝ ﻭﻣﻮﺋـلا ﻟﻶ ﻣﺎﻝ. ﻓﺎﻟﻨﻔﺲ لا ﺗﺬﻫﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺴﺮﺍﺕ، ﺃﺗﺮﺍﻙ ﻳﻌﺸﻘﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻭْ ﻳُﻨﺸﺪﻩ ﻭﻳﻌﺒﺪﻩ؟.

    ﻧَﻤِﻰ ﺧَﻮﺍﻫَﻢْ «ﻓَﻨَﺎﺩَﻩ» ﻣَﺤﻮ ﺷُﺪَﻥْ ﻣَﻘْﺼُﻮﺩْ

    ﻣﻘﺼﻮﺩ، ﻳُﻤﺤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻭﻳﺰﻭﻝ! لا ﺃﺭﻳﺪﻩ. ﺃﻧﺎ لا ﺃﺭﻳﺪ ﻓﺎﻧﻴﺎ، لأﻧّﻲ ﺍﻟﻔﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ، ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳُﻐﻨﻲ ﺍﻟﻔﺎﻧﻮﻥ ﻋﻨﻲ؟

ﻧَﻤِﻰ ﺧَﻮﺍﻧَﻢْ «ﺯَﻭَﺍﻟْﺪَﻩ» ﺩَﻓْﻦ ﺷُﺪَﻥْ ﻣَﻌْﺒُﻮﺩْ

    ﻣﻌﺒﻮﺩ، ﻳﺪﻓﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ! لا ﺃﺩﻋﻮﻩ، ﻭلا ﺃﺳﺄﻟﻪ، ﻭلا ﺃﻟﺘﺠﺊ ﺇﻟﻴﻪ، ﺇﺫ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺟﺰﺍ لا ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﺘﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺩﻭﺍﺀً لأﺩﻭﺍﺋﻲ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﻭلا ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺿﻤﺎﺩ ﺟﺮﺍﺣﺎﺗﻲ ﺍلأﺑﺪﻳﺔ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺒﻮﺩﺍ ﻣﻦ لا ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ؟

    ﻋَﻘْﻞ ﻓَﺮْﻳَﺎﺩْ ﻣِﻰ ﺩَﺍﺭَﺩْ، ﻧِﺪَﺍﺀِ ﴿لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ﴾ ﻣِﻰ ﺯَﻧَﺪْ ﺭُﻭﺡْ

    ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﺎﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ، ﻳﺼﺮﺥ «ﺍﻟﻌﻘﻞ» ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﻳﺎﺋﺴﺎ ﻣﻦ ﺍلأﻋﻤﺎﻕ، ﻛﻠَّﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺯﻭﺍﻝ ﻣﻌﺸﻮﻗﺎﺗﻪ.. ﻭﺗﺌﻦ «ﺍﻟﺮﻭﺡ» ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺒﻮﺏ ﺧﺎﻟﺪ ﺃﻧﻴﻦ ﴿لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ﴾.

    ﻧَﻤِﻰ ﺧَﻮﺍﻫَﻢْ ﻧَﻤِﻰ ﺧَﻮﺍﻧَﻢْ ﻧَﻤِﻰ ﺗَﺎﺑَﻢْ ﻓِﺮَﺍﻗِﻰ

    لا.. لا ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ.. لا.. لا ﺃﻃﻴﻖ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ.

    ﻧَﻤِﻰ ﺃَﺭْﺯَﺩْ «ﻣَﺮَﺍﻗَﻪ» ﺍِﻳْﻦ ﺯَﻭَﺍﻝْ ﺩَﺭْ ﭘَﺲْ ﺗَـلاﻗِﻰ

    ﻭﺻﺎﻝ ﻳﻌﻘﺒﻪ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ ﻣﺆﻟﻢ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺪﺭﺓ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﻝ ﻏﻴﺮ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﻠﻬﻔﺔ، ﺑﻞ لا ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺷﻮﻗﺎ ﻭﺻﺎﻝ ﻳﻌﻘﺒﻪ ﻓﺮﺍﻕ؛ لأﻥّ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﻟﻢ ﻓﺎﻥ ﺗﺼﻮﺭ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻟﻢ ﻣِﺜْﻠُﻪ، ﻓﺪﻭﺍﻭﻳﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺐ -ﻭﻫﻢ ﻋﺸﺎﻕ ﻣﺠﺎﺯﻳﻮﻥ- ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻗﺼﺎﺋﺪﻫﻢ ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻲ ﺻﺮﺍﺧﺎﺕ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺁلاﻡ ﺗﻨﺠﻢ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ ﻫﺬﺍ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻌﺼﺮﺕَ ﺭﻭﺡ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺃﻱٍ ﻣﻨﻬﻢ ﻓـلا ﺗَﺮﺍﻫﺎ ﺇلا ﻭﺗﻘﻄﺮ ﺻﺮﺍﺧﺎ ﺃﻟﻴﻤﺎ ﻧﺎﺷﺌﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ.

    ﺍَﺯْ ﺁﻥْ ﺩَﺭْﺩِﻯ ﻛِﺮِﻳﻦِ ﴿لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ﴾ ﻣِﻰ ﺯَﻧَﺪْ ﻗَﻠْﺒَﻢْ

    ﻓﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀَﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﻝ، ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﺛﺔ ﻟـلأﻟﻢ، ﺗﻌﺼﺮ ﻗﻠﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻗﺎﺋـلا: ﴿لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ﴾ ﻋﻠﻰ ﻏِﺮﺍﺭ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ.

ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖَ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﺣﻘﺎ، ﻭﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﺯﻟﺖَ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻓﺎﻋﻠﻢْ:

    ﺩَﺭْ ﺍِﻳْﻦ ﻓَﺎﻧِﻰ ﺑَﻘَﺎ ﺧَﺎﺯِﻯ ﺑَﻘَﺎ ﺧِﻴﺰَﺩْ ﻓَﻨَﺎﺩَﻥْ

    ﺇﻥّ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀَ ﻳﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ، ﻓﺠُﺪْ ﺑﻔﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍلأﻣﺎﺭﺓ ﻟﺘﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ!

ﻓَﻨَﺎ ﺷُﺪْ، ﻫَﻢْ ﻓَﺪَﺍ ﻛُﻦْ، ﻫَﻢْ ﻋَﺪَﻡْ ﺑِﻴﻦْ، ﻛِﻪ ﺍَﺯْ ﺩُﻧْﻴَﺎ «ﺑَﻘَﺎﻳَﻪ» ﺭَﺍﻩْ «ﻓَﻨَﺎﺩَﻥْ»

    ﺗﺠﺮَّﺩْ ﻣِﻦ ﻛﻞِّ ﺧُﻠُﻖٍ ﺫﻣﻴﻢ ﻫﻮ ﻣﺒﻌﺚ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ. ﺇﻓﻨِﻪِ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ، ﺟُﺪْ ﺑﻤﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﺍﻟﺤﻖ. ﺃﺑْﺼِﺮْ ﻋُﻘﺒﻰ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻌﺪﻡ؛ ﻓﺎﻟﺴﺒﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺇﻧّﻤﺎ ﺗﻤﺮ ﻣﻦ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ.

    ﻓِﻜْﺮِ ﻓِﻴﺰَﺍﺭْ ﻣِﻰ ﺩَﺍﺭَﺩْ، ﺍَﻧِﻴﻦِ ﴿لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ﴾ ﻣِﻰ ﺯَﻧَﺪْ ﻭِﺟْﺪَﺍﻥْ

    ﻭﻳﻈﻞ  «ﻓﻜﺮ» ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺭﺡ ﻓﻲ ﺍلأﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻭﻗﻠﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺸﻬﺪ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻴﺴﺘﻐﻴﺚ ﻓﻲ ﻗﻨﻮﻁ. ﺑﻴﻨﻤﺎ «ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ» ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺸﺪ ﻭﺟﻮﺩﺍ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﺧُﻄﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻓﻲ ﺃﻧﻴﻨﻪ: ﴿لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ﴾ ﻭﻳﻘﻄﻊ ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻳﺔ ﻭﻳﺤﻞ ﺣﺒﺎﻟﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺰﺍﺋﻠﺔ، ﻣﻌﺘﺼﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﺍﻟﺴﺮﻣﺪﻱ.. ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ.

    ﺑِﺪَﺍﻥْ ﺍَﻯْ ﻧَﻔْﺲِ ﻧَﺎﺩَﺍﻧَﻢْ  ﻛِﻪ: ﺩَﺭْ ﻫَﺮْ ﻓَﺮْﺩ ﺍَﺯْ ﻓَﺎﻧِﻰ ﺩُﻭ ﺭَﺍﻩْ ﻫَﺴْﺖ ﺑَﺎ ﺑَﺎﻗِﻰ، ﺩُﻭ ﺳِﺮِّ ﺟَﺎﻥْ ﺟَﺎﻧَﺎﻧِﻰ

    ﻓﻴﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﺔ! ﻳﺎ ﺳﻌﻴﺪُ! ﺍﻋﻠﻢْ ﺃﻧّﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻭﺟﺪﺍﻥَ ﺳﺒﻴﻠﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﺎﻥٍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗُﺸﺎﻫﺪ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻟﻤﻌﺘﻴﻦ ﻭﺳﺮّﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ، ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻭﺧﺮﻗﺖ ﺣﺪﻭﺩ ﻧﻔﺴﻚ.

    ﻛِﻪ ﺩَﺭْ ﻧَﻌْﻤَﺘْﻬَﺎ ﺇِﻧﻌَﺎﻡْ ﻫَﺴْﺖ ﻭَ ﭘَﺲْ ﺁﺛَﺎﺭَﻫَﺎ ﺍَﺳْﻤَﺎ ﺑِﮕِﻴﺮْ ﻣَﻐْﺰِﻯ، ﻭَ ﻣِﻴﺰَﻥْ ﺩَﺭْ ﻓَﻨَﺎ ﺍٓﻥْ ﻗِﺸْﺮِ ﺑِﻰ ﻣَﻌْﻨَﺎ

    ﻧﻌﻢ، ﺇﻥّ ﺍلإﻧﻌﺎﻡ ﻳﺸﺎﻫَﺪ ﻃَﻲَّ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ، ﻭﻟﻄﻒ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻳُﺴﺘﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ. ﻓﺈﻥ ﻧَﻔَﺬﺕَ ﻣﻦ ﺧـلاﻝ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺅْﻳﺔ ﺍلإﻧﻌﺎﻡ ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕَ ﺍﻟﻤُﻨﻌِﻢَ.

ﺛﻢ ﺇﻥّ ﻛُﻞَّ ﺃﺛَﺮٍ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍلأﺣﺪ ﺍﻟﺼَّﻤﺪ ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻮ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ. ﻛﻞّ ﻣﻨﻪ ﻳﺒﻴّﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺻﺎﻧﻌﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ. ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖَ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺶ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕَ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻣﻦ ﺧـلاﻝ ﺍﻟﻤﺴﻤﻴﺎﺕ. ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻓﻲ ﻭُﺳْﻌِﻚَ -ﻳﺎ ﻧﻔﺴﻲ- ﺍﻟﻮﺻﻮﻝُ ﺇﻟﻰ ﻣﻐﺰﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﻟﺒّﻬﺎ، ﻓﺎﺳﺘﻤﺴﻜﻲ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ، ﻭﺩﻋﻲ ﻗﺸﻮﺭﻫﺎ ﻳﺠﺮﻓﻬﺎ ﺳﻴﻞ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ، ﻣﺰّﻗﻲ ﺍلأﺳﺘﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﺣﺴﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ.

ﺑَﻠِﻰ ﺁﺛَﺎﺭَﻫَﺎ ﮔُﻮﻳَﻨْﺪ: ﺯ ﺍَﺳْﻤَﺎ ﻟَﻔْﻆِ ﭘُﺮْ ﻣَﻌْﻨَﺎ ﺑِﺨَﻮﺍﻥْ ﻣَﻌْﻨَﺎ، ﻭَ ﻣِﻴﺰَﻥ ﺩَﺭْ ﻫَﻮَﺍ ﺁﻥْ ﻟَﻔْﻆِ ﺑِﻰ ﺳَﻮْﺩَﺍ

    ﻧﻌﻢ، ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﺇلا ﻫﻮ ﻟﻔﻆ ﻣﺠﺴﻢ ﻳﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺟﻠﻴﻠﺔ، ﺑﻞ ﻳﺴﺘﻘﺮﺉُ ﺃﻏﻠﺐَ ﺃﺳﻤﺎﺀِ ﺻﺎﻧﻌﻪ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ. ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺃﻟﻔﺎﻅَ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍلإﻟﻬﻴﺔ ﻭﻛﻠﻤﺎﺗِﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺴﺪﺓ، ﻓﺎﻗﺮﺋﻴﻬﺎ -ﻳﺎ ﻧﻔﺴﻲ- ﻭﺗﺄﻣﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻭﺍﺣﻔﻈﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﺍﺭﻣﻲ ﺑﺄﻟﻔﺎﻇﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﻓﻬﺔ ﺃﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺩﻭﻥ ﺃﺳﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ.. ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻬﺎ.

    ﻋَﻘْﻞ ﻓَﺮْﻳَﺎﺩْ ﻣِﻰ ﺩَﺍﺭَﺩْ، ﻏِﻴَﺎﺙِ ﴿لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ﴾ ﻣِﻴﺰَﻥ ﺍَﻯْ ﻧَﻔْﺴَﻢْ

    ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻤﺒﺘﻠﻰ ﺑﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭلا ﻳﻤﻠﻚ ﺇلا ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺁﻓﺎﻗﻴﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ، ﺗَﺠﺮُّﻩُ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻭﺍﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺷﻲﺀ. ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻳﻀﻄﺮﺏ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺗﻪ ﻭﻳﺮﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ؛ ﻓﻴﺼﺮﺥ ﻳﺎﺋﺴﺎ ﺟﺰﻋﺎ، ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺄْﺯﻕ ﻟﻴﺒﻠﻐﻪ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺳﻮﻳﺎ ﻳﻮﺻﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ.

ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻗﺪ ﻛَﻔَّﺖْ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻦ ﺍلآﻓﻠﻴﻦ ﺍﻟﺰﺍﺋﻠﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻗﺪ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﻗﺪ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺎﺕ.. ﻓﺎﺳﺘﻐﻴﺜﻲ ﻳﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔُ ﺑﻐﻴﺎﺙ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ: ﴿لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ﴾ ﻭﺃﻧﻘﺬﻱ ﻧﻔﺴَﻚ.

    ﭼِﻪ ﺧُﻮﺵْ ﮔُﻮﻳَﺪْ ﺍُﻭ ﺷَﻴْﺪَﺍ «ﺟَﺎﻣِﻰ» ﻋَﺸْﻖِ ﺧُﻮﻯْ:

    ﻭﺍﻧﻈﺮﻱ  ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻗﻮﻝ «ﺟﺎﻣﻲ» ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﺍﻟﻮﻟﻬﺎﻥ؛ ﺣﺘﻰ ﻟﻜﺄﻥّ ﻓﻄﺮﺗﻪ ﻗﺪ ﻋُﺠِﻨَﺖْ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﺍلإﻟﻬﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﻲ ﺍلأﻧﻈﺎﺭَ ﺷﻄﺮَ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻳﺼﺮﻓﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺸﺘﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ.. ﺇﺫ ﻗﺎﻝ:

    ﻳَﻜِﻰ ﺧَﻮﺍﻩْ، ﻳَﻜِﻰ ﺧَﻮﺍﻥْ، ﻳَﻜِﻰ ﺟُﻮﻯْ، ﻳَﻜِﻰ ﺑِﻴﻦْ، ﻳَﻜِﻰ ﺩَﺍﻥْ، ﻳَﻜِﻰ ﻛُﻮﻯْ

 (حاشية) ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻤﻮلاﻧﺎ ﺟﺎﻣﻲ. ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ

ﺃﻗﺼﺪْ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪَ، ﻓﺴِﻮﺍﻩ ﻟﻴﺲ ﺟﺪﻳﺮﺍ ﺑﺎﻟﻘﺼﺪ.

ﺃﺩﻉُ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪَ، ﻓﻤﺎ ﻋﺪﺍﻩ لا ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﺩﻋﺎﺀ.

ﺃﻃﻠﺐ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪَ، ﻓﻐﻴﺮﻩ ﻟﻴﺲ ﺃﻫـلا ﻟﻠﻄﻠﺐ.

ﺷﺎﻫِﺪْ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪَ، ﻓﺎلآﺧﺮﻭﻥ لا ﻳﺸﺎﻫَﺪﻭﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ، ﺑﻞ ﻳﻐﻴﺒﻮﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ.

ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪَ، ﻓﻤﺎ لا ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ لا ﻃﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻪ.

ﺃﺫﻛﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪَ، ﻓﻤﺎ لا ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﻭﺃﺫﻛﺎﺭ ﻫﺮﺍﺀ لا ﻳُﻐﻨﻲ ﺍﻟﻤﺮﺀَ ﺷﻴﺌﺎ.

ﻧﻌﻢ، ﺻﺪﻗﺖ ﺃﻱ «ﺟﺎﻣﻲ» :

    ﻛِﻪ ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ ﺑَﺮَﺍﺑَﺮْ ﻣِﻴﺰَﻧَﺪْ ﻋَﺎﻟَﻢْ

    ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ، ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ، ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ، ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ.

ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠُّﻪ، ﺃﺷﺒَﻪُ ﺑﺤﻠﻘﺔ ﺫﻛﺮٍ، ﻭﺗﻬﻠﻴﻞٍ ﻛﺒﺮﻯ ﻳﺮﺩﺩ ﺑﺄﻟﺴﻨﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﻧﻐﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻓﻴﺪﺍﻭﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﻐﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺠﺮﻩ: ﴿لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ﴾ ﻭﻛﺄﻧّﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻴَّﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ.. ﺍُﻧﻔﻀﻮﺍ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎﺗﻜﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﻠﺔ.

 

   ﻣﻨﺎﺟﺎﺓ

   ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺃْﺕُ ﻗﺼﻴﺪﺓَ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﻴـلاﻧﻲ ﻗُﺪﺱ ﺳﺮُّﻩ ﺑﻌﺪ ﻋﺼﺮ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ، ﻭﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺲ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ، ﻓﻮﺩﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﻣﻨﺎﺟﺎﺓ ﺑﺎلأﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ، ﻓﻜُﺘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ، ﺇﺫ ﺇﻧّﻨﻲ ﺃﺭﺩْﺕُ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻧﻈﻴﺮﺓ ﻟﻤﻨﺎﺟﺎﺓ ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﻣﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻴﻬﺎﺕ، ﻓﺈﻧﻲ لا ﺃﻣﻠِﻚُ ﻣﻮﻫﺒﺔً ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﻢ. ﻟﺬﺍ ﻋﺠﺰﺕُ، ﻭﻇﻠﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﺎﺓ ﻣﺒﺘﻮﺭﺓ.

ﻭﻗﺪ ﺃﻟﺤﻘﺖُ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﺎﺓ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ «ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ» ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺜـلاﺛﻮﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺃﺧﺬﺕْ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ.

 

   ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ

ﺣﻜﻴﻢُ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻗَﺒْﺾ ﺣُﻜﻤﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺤَﻜَﻢُ ﺍﻟﻌﺪﻝُ ﻟﻪ ﺍلأﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀُ
ﻋﻠﻴﻢُ ﺍﻟﺨﻔﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﻐﻴﻮﺏ ﻓﻲ ﻣُﻠﻜﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭُ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡُ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭﺍﻟﺜﺮﺍﺀ
ﻟﻄﻴﻒُ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﻓﻲ ﺻُﻨﻌﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﻃﺮُ ﺍﻟﻮﺩﻭﺩُ ﻟﻪ ﺍﻟﺤُﺴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺀُ
ﺟﻠﻴﻞُ ﺍﻟﻤﺮﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻠﻚُ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱُ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺰ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ
ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺒﺮﺍﻳﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻧﻘﺶ ﺻُﻨﻌﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢُ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀُ
ﻛﺮﻳﻢُ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻧﺤﻦ ﻣِﻦ ﺭﻛﺐ ﺿﻴﻔﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕُ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ
ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻧﺴﺞ ﻋﻠﻤﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖُ ﺍﻟﻮﺍﻓﻲ ﻟﻪ ﺍﻟﺠﻮﺩُ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ
ﺳﻤﻴﻊُ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀِ ﻟﺨَﻠْﻘِﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺍﺣﻢُ ﺍﻟﺸﺎﻓﻲ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ
ﻏﻔﻮﺭ ﺍﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮﺏِ ﻟﻌﺒﺪﻩ

ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔّﺎﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢُ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻔﻮُ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎﺀ

    ﻭﻳﺎ ﻧﻔﺴﻲ! ﺍﺳﺘﻐﻴﺜﻲ ﻭﺍﺑﻜﻲ ﻣﺜﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﻗﻮﻟﻲ:

    ﺃﻧﺎ ﻓﺎﻥٍ ﻣَﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﻧﻴﺎ لا ﺃﺭﻳﺪ

    ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺟﺰ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺟﺰﺍ لا ﺃﺭﻳﺪ

    ﺳﻠّﻤﺖ ﺭﻭﺣﻲ ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ، ﺳﻮﺍﻩ لا ﺃﺭﻳﺪ

    ﺑﻞ ﺃﺭﻳﺪ .. ﺣﺒﻴﺒﺎ ﺑﺎﻗﻴﺎ ﺃﺭﻳﺪ

    ﺃﻧﺎ ﺫﺭﺓ.. ﺷﻤﺴﺎ ﺳﺮﻣﺪﺍ ﺃﺭﻳﺪ

    ﺃﻧﺎ لا ﺷﻲﺀ، ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺷﻲﺀ، ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻛﻠَّﻬﺎ ﺃﺭﻳﺪ.