ﻓﺤﻮﻯ ﺳﺆﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺇﻥ ﺍلأﻛﺜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻌﺪ ﻗﺘﻞ ﺳﻴﺪِﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝَ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ: «لا ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ لا ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺍلأﺭﺽ: ﺍﻟﻠﻪ.. ﺍﻟﻠﻪ..» ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱُ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﻈﻴﺮﺓ ﺍلإﻳﻤﺎﻥ؟

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺇﻥ ﺿﻌﺎﻑ ﺍلإﻳﻤﺎﻥ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪﻭﻥ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﻧـﺰﻭﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻭﻗﺘﻠﻪ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻭﻋﻤﻠﻪ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍلإﺳـلاﻣﻴﺔ. ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﻭﺿﺤﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ لا ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻮﺿﻊٌ ﻟـلاﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﻗﻂ. ﻭﺫﻟﻚ.

ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻴﺪﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺍﻟﺴﻔﻴﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍلآﺗﻲ:

ﺃﻥ ﺗﻴﺎﺭﻳﻦ ﻟـلإﻟﺤﺎﺩ ﺳﻴﺸﺘﺪَّﺍﻥِ ﻭﻳﺘﻘﻮﻳﺎﻥِ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ:

ﺍلأﻭﻝ: ﺇﻥ ﺷﺨﺼﺎً ﺭﻫﻴﺒﺎً ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ «ﺍﻟﺴﻔﻴﺎﻧﻲ» ﺳﻴﻨﻜﺮ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍلأﺣﻤﺪﻳﺔ (ﻧﺒﻮﺓ ﻣﺤﻤﺪ صلى الله عليه وسلم) ﻣﺘﺴﺘﺮﺍً ﺑﺎﻟﻨﻔﺎﻕ، ﻭﻳﺘﻮﻟﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ، ﻭﻳﺴﻌﻰ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍلإﺳـلاﻣﻴﺔ، ﻭﺳﻴﻘﺎﺑﻠﻪ ﺷﺨﺺ ﻧﻮﺭﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﺴﻤﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮلاﻳﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴـلاﻟﺔ ﺍﻟﻨﻮﺭﺍﻧﻴﺔ لآﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻳﻘﺘﻞ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﺴﻔﻴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻭﻳﺪﻣّﺮﻩ ﺗﺪﻣﻴﺮﺍً.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻄﺎﻏﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩ، ﺍﻟﻤﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻳﻴﻦ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻭﻳﺘﻘﻮﻯ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻪ ﺍلأﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍلأﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﻳﻤﻨﺢ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻳﻦ ﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻧﻔﺴَﻬﻢ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻧﻤﺎﺭﺩﺓ ﺻﻐﺎﺭ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞُ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﺠﻨﻮﺩﻩ ﻭﺿﺒﺎﻃﻪ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻭﺷﻜـلا ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺟﻨﺪﻱ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪَّﺟﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻛﺒﻴﺮﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮلاﻫﻢ ﻓﻴُﺆْﺗﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﻕ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ، ﻭﻳﺘﻤﺎﺩﻯ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺓ ﻇﺎﻫﺮﺍً ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ، ﻭﻳﻌﻠﻦ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ. ﻭلا ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﺟﺰ ﺍلأﻟﻮﻫﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻬﺮﻩ ﺫﺑﺎﺏ ﻭﻳﻌﺠﺰ ﺣﺘﻰ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ﺟﻨﺎﺣﻬﺎ، ﺣﻤﺎﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺣﻤﺎﻗﺔ، ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻬﺰﺀ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ.

ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻔﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻗﻮﻳﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦُ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ، ﺃﻱ ﻳﻨـﺰﻝ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍلإﻟﻬﻴﺔ، ﻓﺘﺘﺼﻔﻰ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔُ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ ﺗﺠﺎﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺗﺘﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻔﺎﺕ ﻭﺗﺘﺤﺪ ﻣﻊ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍلإﺳـلاﻡ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﺳﺘﻨﻘﻠﺐ ﻣﻌﻨﻰً ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍلإﺳـلاﻡ. ﻓﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻟﻠﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺎﺑﻌﺎً، ﺑﺎﻗﺘﺪﺍﺋﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻳﻈﻞ ﺍلإﺳـلاﻡُ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺒﻮﻉ، ﻭﻳﺠﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍلاﻟﺘﺤﺎﻕ ﻗﻮﺓ ﻋﻈﻤﻰ، ﺇﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍلإﺳـلاﻡ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻣﻨﻔﺮﺩﻳﻦ -ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ- ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭَﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﺪّ ﺗﻴﺎﺭ ﺍلإﻟﺤﺎﺩ ﻳﻜﻮﻧﺎﻥ ﺑﻔﻀﻞ ﺍلاﺗﺤﺎﺩ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺗﻴﺎﺭ ﺍلإﻟﺤﺎﺩ ﺗﺪﻣﻴﺮﺍً ﻛﺎﻣـلا. ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍلأﺛﻨﺎﺀ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺷﺨﺺُ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺑﺠﺴﻤﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺗﻴﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ. ﺃﺧْﺒَﺮَ ﺑﻬﺬﺍ ﻣُﺨﺒﺮ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍً ﺇﻟﻰ ﻭﻋﺪ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﻗﺪﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﺇﺫ ﻫﻮ ﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ، ﻓﺎلأﻣﺮ ﺣﻖ لا ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻪ. ﻭﺇﺫ ﻭﻋَﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻓـلاﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻨﺠﺰﻩ.

ﻧﻌﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﻤـلاﺋﻜﺔ ﺗﺘﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍلأﺭﺽ ﻭﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻧﺴﺎﻥ (ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺩﺣﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ) ﻭﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍلأﺭﻭﺍﺡ، ﻭﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻤﺜﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻮﺭ ﺑﺸﺮﻳﺔ، ﺑﻞ ﻳﺮﺳﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍلأﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.. لا ﻳُﺴﺘﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺫﻱ ﺍﻟﺠـلاﻝ ﺃﻥْ ﻳﺮﺳﻞ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺣﻴﺎً ﺑﺠﺴﺪﻩ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﺍﻫﺒﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍلآﺧﺮﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻴﺘﺎً ﺣﻘﺎً ﻓﺈﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭٌ ﻭﺗﻘﺘﻀﻲ ﺣﻜﻤﺘُﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﺒﺴﻪ ﺟﺴﺪﺍً ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﻳﺮﺳﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ لأﺟﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ، ﻭﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﺴﻚ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ. ﻭﻗﺪ ﻭﻋﺪَ ﺑﻬﺬﺍ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ لاﻗﺘﻀﺎﺀ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ. ﻭﺇﺫ ﻗﺪ ﻭﻋﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺮﺳﻠﻪ ﺣﺘﻤﺎً. ﻭلا ﻳﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞُّ ﺃﺣﺪٍ ﺃﻧﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻧـﺰﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﻭﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺑﻨﻮﺭ ﺍلإﻳﻤﺎﻥ، ﺇﺫ لا ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﻫﺔ.

ﺳﺆﺍﻝ: ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ: ﺃﻥ ﻟﻠﺪﺟﺎﻝ ﺟﻨﺔٌ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﻳُﻠﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺃَﺗﺒﺎﻋَﻪُ، ﻭﻟﻪ ﺟﻬﻨﻢٌ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﻳُﻠﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ لا ﻳﺘَّﺒﻌﻪ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﺃﺣﺪ ﺃُﺫﻧَﻲ ﺩﺍﺑﺘﻪ ﻛﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍلأﺧﺮﻯ ﻛﺠﻬﻨﻢ، ﻭﻟﻪ ﺟﺴﻢ ﻋﻈﻴﻢ ﻃﻮﻟﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ.. ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍلأﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﻌﺮﻑ ﺑﻬﺎ. ﻓﺎﻟﺴﺆﺍﻝ: ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ؟.

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ﻟﻠﺪﺟﺎﻝ ﻫﻮ ﻛﺎلإﻧﺴﺎﻥ، ﻓﻬﻮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺩﺳﺎﺱ، ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺃﺣﻤﻖ ﻣﻐﺮﻭﺭ، ﺗﻔﺮﻋﻦ ﻭﻃﻐﻰ ﻭﻧﺴﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻛﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺓ ﻇﺎﻫﺮﺍً ﺍﺳﻢ ﺍلأﻟﻮﻫﻴﺔ.

ﺃﻣﺎ ﺷﺨﺼُﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺗﻴﺎﺭ ﺍلإﻟﺤﺎﺩ ﺍﻟﻄﺎﻏﻲ ﻓﻬﻮ ﺷﺨﺺ ﺟﺴﻴﻢ ﺟﺪﺍً. ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻭﺻﺎﻓﻪ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺨﺎﻣﺔ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ. ﻛﻤﺎ ﺻﻮّﺭ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺿﻊٌ ﺇﺣﺪﻯ ﻗﺪَﻣﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻭﺍلأﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻗﻠﻌﺔ (ﺑﻮﺭﺕ ﺁﺭﺛﺮ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍلأﻭﻟﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ. ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺃَﻇﻬﺮ ﻭﻣﺜّﻞ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﺠﻴﺸﻪ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻟﻠﺪﺟﺎﻝ، ﻓﻬﻲ ﻣـلاﻫﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺯﺧﺎﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺔ.

ﺃﻣﺎ ﺩﺍﺑﺘﻪ ﻓﻬﻲ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﻧﻘﻞ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﺭ، ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻮﻗﺪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺮﻣﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻣﻦ لا ﻳﺘﺒﻌﻪ. ﻭﺍلأﺫﻥ ﺍلأﺧﺮﻯ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﺑﺔ، ﺃﻱ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍلآﺧﺮ ﻣﻔﺮﻭﺵ ﺑﻔﺮﺵ ﻭﺛﻴﺮﺓ ﻛﺎﻟﺠﻨﺔ ﺃﻋﺪّﻫﺎ ﻟﺠﻠﻮﺱ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ.

ﻭﺣﻘﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺩﺍﺑﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﻬﺔ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ. ﺇﺫ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺠﻨﺔ ﻛﺎﺫﺑﺔ لأﻫﻞ ﺍﻟﺴﻔﺎﻫﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺇلا ﺃﻧﻪ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺰﺑﺎﻧﻴﺔ ﺟﻬﻨﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻬـلاﻙ ﻭﺍلأﺳﺮ ﻭﺍﻟﺬﻝ لأﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍلإﺳـلاﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ.

ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻧﻮﺭَﻩ ﻋﻠﻰ ﺍلأﻛﺜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻈﻬﻮﺭﻩ ﻭﺍﻧﻘـلاﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍلإﺳـلاﻡ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﻗﺮﺏ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻳﺒﺮﺯ ﺗﻴﺎﺭُ ﺇﻟﺤﺎﺩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻳﺘﻐﻠﺐ، ﻓـلا ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍلأﺭﺽ -ﺑﺎلأﻛﺜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ- ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻠﻪ.. ﺍﻟﻠﻪ.. ﺃﻱ لا ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔٌ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻣﻮﻗﻌﺎً ﻣﻬﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍلأﺭﺿﻴﺔ..

ﻭلا ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻧﻪ لا ﻳﺒﻘﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻴﻦ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍلأﺭﺽ، ﺑﻞ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺃﻫﻞُ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻈﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍلأﻗﻠﻴﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺍلإﻟﺤﺎﺩ ﺃﻭ ﻳُﻐﻠَﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻫﻢ، ﺳﻴﺒﻘﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺗُﻘﺒﺾ ﺃﺭﻭﺍﺡُ ﺃﻫﻞ ﺍلإﻳﻤﺎﻥ ﺃﻭلا ﺭﺣﻤﺔً ﻣﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻬﻢ ﻟﺌـلا ﻳﺮﻭﺍ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔُ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ.

   ﻓﺤﻮﻯ ﺳﺆﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ: ﻫﻞ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺍلأﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﺑﺄﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؟

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﻧﻌﻢ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺣﺴﺐ ﺩﺭﺟﺎﺗﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺍﻟﻤـلاﺋﻜﺔ ﺗﺄﺛﺮﺍً ﺧﺎﺻﺎً ﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻬﺮﻳﺔ. ﺇﺫ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺍﻃّﻠﻊ ﻣَﻦْ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺩﺍﻓﺊ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﺮﺗﺠﻔﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻠﻮﺝ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﻭﻳﺘﺄﻟﻢ ﻟﺤﺎﻟﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﻋﻘﻞ ﻭﻭﺟﺪﺍﻥ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍلأﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺷﻌﻮﺭ ﺫﺍﺕ ﻋـلاﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻴﻪ. ﻛﻞٌّ ﺣﺴﺐ ﺩﺭﺟﺘﻪ، ﻭﺍلإﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﺗﺄﺛﺮ ﺍلأﺭﻭﺍﺡ ﺑﺄﻟَﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎلإﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﻭﺍلإﻋﺠﺎﺏ، ﺑﻞ ﺑﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍلاﺳﺘﺒﺸﺎﺭ. ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻭﺯﺟﺮ ﻗﺎﺋـلا: ﴿ﻟَﺘَﺮﻭُﻧّﻬﺎ﴾ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺮَﻭﻥ ﺗﻠﻚ ﺍلأﻫﻮﺍﻝ ﺑﺄﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻠﻐﻮﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﺫﻥ ﺍلأﺭﻭﺍﺡُ ﺍﻟﺘﻲ ﺭُﻣّﺖ ﺃﺟﺴﺎﺩُﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻟﻬﺎ ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺃﻳﻀﺎً.

ﻓﺤﻮﻯ ﺳﺆﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺃﺗﺸﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍلآﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ (ﺍﻟﻘﺼﺺ:٨٨) ﺍلآﺧﺮﺓ ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺟﻬﻨﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﺎ، ﺃﻡ لا؟

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﻟﻘﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻮﺿﻊَ ﺑﺤﺚ ﻛﺜﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭﺍلأﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ، ﻓﺎﻟﻘﻮﻝ ﻗﻮﻟُﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻀـلا ﻋﻦ ﺃﻥَّ ﻟﻬﺬﻩ ﺍلآﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺳﻌﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺟﺪﺍً ﻣﻊ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ ﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً. ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍلأﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ: لا ﺗﺸﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍلآﻳﺔ ﻋﺎﻟَﻢ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ. ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ: ﺇﻥَّ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻟﻢ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﺃﻳﻀﺎً ﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻬـلاﻙ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻗﺼﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﺪّ ﺁﻧﺎً، ﻭﻫﻮ ﺯﻣﺎﻥ ﻗﺼﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ لا ﻳُﺸﻌﺮ ﺑﺬﻫﺎﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﻨﻪ.

ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ، ﻓﻠﻴﺲ ﺣﻘﻴﻘﺔً ﻭلا ﺻﻮﺍﺑﺎً، لأﻥَّ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺩﺍﺋﻤﻲ ﻭﺳﺮﻣﺪﻱ، ﻓـلاﺑﺪ ﺃﻥ ﺻﻔﺎﺗِﻪ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀﻩ ﺃﻳﻀﺎً ﺩﺍﺋﻤﻴﺔ ﻭﺳﺮﻣﺪﻳﺔ. ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﺎﺗُﻪ ﻭﺃﺳﻤﺎﺅﻩ ﺩﺍﺋﻤﻴﺔ ﻓـلاﺑﺪ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ، ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﺮﺍﻳﺎﻫﺎ ﻭﺟﻠﻮﺍﺗﻬﺎ ﻭﻧﻘﻮﺷﻬﺎ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ، لا ﺗﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻗﻄﻌﺎً.

ﻭﺣﺎﻟﻴﺎً ﻭﺭﺩﺕ ﻧﻘﻄﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﻧﻜﺘﺒﻬﺎ ﺇﺟﻤﺎلا:

ﺃﻭلاﻫﺎ: ﺇﻥَّ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋـلا لا ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻤﻨـﺰﻟَﻴﻦ، ﻳﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﺍلأﺷﻴﺎﺀَ ﻭﻳﺠﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻜﻞ ﻳﺴﺮ ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ، ﻓﺈﻥْ ﺷﺎﺀ ﻳﺠﻠﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ.

ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ لا ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻪ ﺃﺻـلا ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ، ﻋﻠﻤﺎً ﺃﻧﻪ لا ﺷﻲﺀ ﺧﺎﺭﺝ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍلإﻟﻬﻲ، ﻛﻲ ﻳُﻠﻘﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻲﺀ. ﻭﺍﻟﻌﺪﻡُ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺿﻤﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺧﺎﺭﺟﻲ، ﻭﻋﻨﻮﺍﻥٌ ﺻﺎﺭ ﺳﺘﺎﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﺣﺘﻰ ﺣﺪﺍ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺃﻧﻬﺎ «ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺛﺎﺑﺘﺔ». ﻟﺬﺍ ﻓﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻧﺰﻉُ ﺍلأﺷﻴﺎﺀ لأﻟﺒﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﺆﻗﺘﺎً، ﻭﺩﺧﻮﻟُﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻌﻨﻮﻱ ﻭﻋﻠﻤﻲ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺎﻟﻜﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺎﺕ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭﺗﻠﺒﺲ ﻣﺎﻫﻴﺎﺗُﻬﺎ ﻭﺟﻮﺩﺍً ﻣﻌﻨﻮﻳﺎً ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ.

ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺿﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ «ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ»: ﺃﻥَّ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﺎﻥٍ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍلاﺳﻤﻲ، ﻭﺑﺎﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﺗﻪ، ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﺬﺍﺗﻪ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ -ﺃﻱ ﺇﺫﺍ ﺻﺎﺭ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺮﻓﻲ- ﻓﻠﻴﺲ ﻓﺎﻧﻴﺎً، لأﻥ ﻓﻴﻪ ﺟﻠﻮﺍﺕ ﻇﺎﻫﺮﺓ لأﺳﻤﺎﺀ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻓـلا ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺪﻭﻣﺎً، لأﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻇـلا ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺳﺮﻣﺪﻱ، ﻭﻟﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺳﺎﻣﻴﺔ لأﻧﻬﺎ ﻧﺎﻟﺖ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﻇﻞٍ ﺛﺎﺑﺖ لاﺳﻢ ﺑﺎﻕٍ.

ﺛﻢ ﺇﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ ﺳﻴﻒٌ ﻟﻴﻘﻄﻊ ﻳﺪَ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻋﻤّﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍلآﻳﺔ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻟﻌـلاﺋﻖ ﻣﻊ ﺍلأﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎ ﻓﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ. ﻓﺤﻜﻢُ ﺍلآﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺇﺫﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﻥْ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺮﻓﻲ، ﺃﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓـلا ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻱ لا ﻳُﻀﺮﺏ ﻋﻨﻘُﻪ ﺑﺴﻴﻒ ﺍلآﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾.

ﺣﺎﺻﻞ ﺍﻟﻜـلاﻡ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍلأﻣﺮ ﻟﻠﻪ، ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓـلا ﻏﻴﺮ ﺇﺫﻥ، ﺣﺘﻰ ﻳُﻘﻄﻊ ﺭﺃﺳُﻪ. ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥْ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻏﻴﺮٌ. ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻞّ ﺳﻴﻒ: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ ﻭﻳﻤﺰّﻕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

 ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻫﻮ الباقي

 ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻲ