تنبيه

إن كل حقيقة من الحقائق الشاهدة لتسع عشرة مرتبة من مراتب الباب الأول للمقام الثاني المذكور آنفا، كما تدل على وجوب الوجود بتحققها ووجودها، كذلك تدل بإحاطتها على الوحدة والأحدية. إلّا أنها عُدّت «دلائل وجوب الوجود» حيث أَثبتت -صراحةً- الوجودَ مقدما.

أما الباب الثاني للمقام الثاني فلقيامه بإثبات التوحيد -صراحة- أولا، وإثبات الوجود ضمنه، فقد أُطلق عليه «براهين التوحيد». وإلّا فكلاهما -أي الباب الأول والثاني- يثبتان الوجود والتوحيد معا، ولكن لأجل التمييز بينهما يكرر في الباب الأول فقرة «بشهادة عظمة إحاطة حقيقة»، وفي الباب الثاني فقرة «بمشاهدة عظمة إحاطة حقيقة»، إشارة للوحدانية الظاهرة الجلية، وكأنها مشاهَدة.

ولقد عزمتُ على توضيح مراتب الباب الثاني القابل، كما هو في الباب الأول، ولكن موانعَ بعض الأحوال اضطرتني إلى الاختصار والإجمال؛ لذا نحيل إلى رسائل النور لاستيفاء حقّه من البيان والوضوح.


الباب الثاني

براهين التوحيد

إن ذلك المسافر الذي أُرسل إلى الدنيا لأجل الإيمان، والذي قـام بسـياحة فكرية في عالم الكائنات للاسـتفسار عن خالقه من كل شيء، والتعرّفِ على ربِّه في كل مكان، وتَرسَّخ إيمانُه بـدرجة حق اليقين بوجوب وجود إلهه الذي يبحث عنه، خاطب هذا السائحُ عقله قائلا:

هلمّ لنخرج معا في سياحة أخرى جديدة لنَرى من خلالها براهيـنَ تقودنا إلى وحدانية خالقنا الجليل سبحانه وتعالى. وطفقا يبحثان معا بشوق غامر عن «براهين التوحيد» هذه، فوجدا في أولى المنازل أن هناك أربع حقائق قدسية تستحوذ على الكائنات، وتستلزم التوحيدَ بدرجة البداهة.

الحقيقة الأولى: الألوهية المطلقة

إن انهماك كلِ طائفة من طوائف البشرية بنوع من أنواع العبادة وانشغالهم به انشغالا كأنه فطري.. وقيامَ سائر ذوي الحياة بل حتى الجمادات بخدماتها ووظائفها الفطرية التي هي بحكم نوع من أنواع العبادة.. وكونَ كلٍّ من النعم والآلاء المادية والمعنوية التي تغمر الكائنات وسيلةَ عبادةٍ وشكر لمعبوديةٍ تُمدّهم بسبل العبادة والحمد.. وإعلانَ الوحي والإلهام ما تَرشَّح وما تجلى معنويا من الغيب، بمعبودية الإله الواحد.. كل هذا يثبت بالبداهة تحققَ الألوهية الواحدة المطلقة وهيمنتَها.

فما دامت حقيقة هذه الألوهية كائنةً وموجودة، فلن تَقبَل إذن المشاركةَ معها؛ لأنَّ الذين يقابِلون تلك الألوهيةَ (أي المعبودية) بالشكر والعبادة هم ثمراتٌ ذات مشاعر في قمة شجرة الكائنات، لذا فإن إمكان وجودِ آخرين يشدّون انتباه أولئك الشاعرين، ويجذبونهم إليهم، ويجعلونهم ممتنّين لهم وشاكرين، محاولين تنسيتَهم معبودَهم الحق -الذي يمكن أن ينسّى بسرعة لغيابه عن الرؤية ولاحتجابه عن الأنظار- مناقضٌ لماهية الألوهية ومناف لمقاصدها القدسية ولا يمكن قبوله إطلاقا. ومن هنا أفاض القرآن الكريم في رفض الشرك بشدّة، وهدّد المشركين بعذاب جهنم.

الحقيقة الثانية: الربوبية المطلقة

إن التصرف العام الشامل من لدن يدٍ غيبية في جميع الكائنات -وبخاصة الأحياء منها- بحكمة ورحمة، في تربيتها وفي إعاشتها اللتين تتمان معا بالطريقة نفسها، في كل جهة من الجهات، وبصورة غير مأمولة ومتوقعة، مع اكتناف بعضها البعض الآخر، إنما هو رشحاتٌ وضياء يدل على الربوبية الواحدة المطلقة؛ بل هو برهان قاطع على تحققها.

فما دامت هناك ربوبية واحدة مطلقة فلن تَقبل إذن الشركَ، ولا المشاركة قطعا؛ ذلك لأن أهم غايات تلك الربوبية وأقصى مقاصدها هو إظهارُ جمالها وإعلانُ كمالها وعرض صنائعها النفيسة وإبراز بدائعها القيّمة، وقد تجمعت هذه المقاصد جميعها في كل ذي روح بل حتى في الجزئيات؛ لذا لا يمكن أن تَقبل الربوبيةُ الواحدةُ المطلقةُ الشركَ ولا الشركاء إطلاقا، إذ إن تدخلا عشوائيا للشرك في أي موجود من الموجودات -مهما كان جزئيا- وفي أي كائن حي -مهما كان بسيطا أو صغيرا- يفسد تلك الغايات ويبطل تلك المقاصد، ويصرف الأذهانَ عن تلك الغايات وعمن أرادها وقَصَدها إلى الأسباب. وهذا ما يخالف ماهيةَ الربوبية المطلقة تماما ويعاديها. فلابد إذن أن تمنع هذه الربوبيةُ الواحدةُ المطلقةُ الشركَ وصوَرَه بأي شكل من الأشكال. فإرشادات القرآن الكريم الغزيرةُ المستمرة إلى التوحيد وإلى التقديس والتنـزيه والتسبيح، في آياته الكريمة وفي كلماته وحتى في حروفه وهيئاته، نابعةٌ من هذا السر الأعظم.

الحقيقة الثالثة: الكمالات

نعم، إن جميع ما في الكون من حِكَم سامية ومن جمال خارق ومن قوانينَ عادلةٍ ومن غايات حكيمة، إنما تدل بالبداهة على وجودِ حقيقةِ الكمالات.. وهي شهادةٌ ظاهرة على كمال الخالق سبحانه الذي أوجد هذا الكونَ من العدم، ويدبّر أمرَه في كل جهة وناحية، إدارةً معجزة جذابة جميلة، فضلا عن أنها دلالة واضحة على كمال الإنسان الذي هو المرآة الشاعرة العاكسة لتجليات الخالق جل وعلا.

فما دامت هناك حقيقة الكمالات، ومادام كمالُ الخالق الذي أوجد الكون في الكمال هو ثابت ومحقَّق، ومادام كمال الإنسان الذي هو أفضل ثمرة للكون وخليفةُ الله في الأرض وأكرم مصنوع وأحب مخلوق للخالق سبحانه وتعالى حقيقةً ثابتة محققة أيضا، فلابد أنَّ الشرك الذي يحوِّل صورةَ الكون -ذات الكمال والحكمة الظاهرة- إلى أُلعوبة بيد المصادفة، وإلى لهوٍ تعبث به الطبيعة، وإلى مجزرة ظالمة رهيبة لذوي الحياة، وإلى مأتم مظلم مخيف لذوي الشعور -حيث يهوي فيه كلُّ شيء إلى الفناء، وينحدر إلى الزوال ويمضي حثيثا بلا غاية ولا هدف- والذي يُردي الإنسانَ الواضحةَ كمالاتُه من آثاره إلى أسفلِ دَرَك من دركات الحيوان كأتعس مخلوق وأذله، والذي يسدل الستار على مرايا تجليات كمال الخالق سبحانه -وهي جميع الموجودات الشاهدة على الكمال المقدس المطلق للخالق الكريم- مُبطلا بذلك نتيجةَ فعاليته، وخلّاقيته سبحانه!! فلا يمكن أن يستند هذا الشركُ على حقيقة ما مطلقا، ولا يمكن أن يكون موجودا في الكون أبدا. هذا وإن تصدي الشرك للكمالات الإلهية والإنسانية والكونية ومعاداته لها وإفسادَه فيها قد بُحِثَ وأُثبت مفصلا في «الشعاع الثاني» الذي يبين ثلاث ثمرات للتوحيد وبالأخص في المقام الأول منه مع دلائل قوية قاطعة، فنحيل إلى ذلك.

الحقيقة الرابعة: الحاكمية المطلقة

نعم، إن من ينظر نظرة واسعة فاحصة إلى الكون، يرى أنه بمثابة مملكةٍ مهيبة جدا؛ في غاية الفعالية والعظمة، وتَظهر له كأنه مدينة عظيمة تتم إدارتها إدارةً حكيمة، وذات سلطنة وحاكمية في منتهى القوة والهيبة. ويجد أن كل شيء وكل نوع منهمكٌ ومسخّر لوظيفة معينة. فالآية الكريمة: ﴿وَلِلّٰهِ جُنُودُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ﴾ (الفتح:7) تُشعر بمعاني الجندية في الموجودات التي تتمثل ابتداءً من جيوش الذرات وفِرَق النباتات وأفواج الحيوانات إلى جيوش النجوم. كل أولئك جنود ربانية مجنّدة لله، فنجد في جميع أولئك الموظفين الصغارِ جدا وفي جميع هؤلاء الجنود المعظمة جدا سرَيانَ الأوامر التكوينية المهيمنة وجريانَ الأحكام النافذة وقوانينَ الملك القدوس، مما يدل دلالة عميقة بالبداهة على وجود الحاكمية الواحدة المطلقة، والآمرية الواحدة الكلية.

فمادامت الحاكمية الواحدة المطلقة حقيقةً كائنة، وهي موجودة، فلابد أن الشرك لا حقيقة له. ذلك لأن الحقيقة الجازمة التي تصرح بها الآية الكريمة: ﴿لَوْ كَانَ فيهِمَٓا اٰلِهَةٌ اِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتَا ﴾ (الأنبياء:22) تفيد بأنه لو تدخلت أيدٍ متعددة في مسألة معينة وكان لها النفوذ، لاختلطت المسألة نفسها؛ فلو كان في مملكة مّا حاكمان، أو حتى لو كان في ناحية ما مسؤولان، فإن النظام يفسد ويختل وتتحول الإدارة إلى هرج ومرج. والحال أن هناك نظاما رائعا جدا، يسري ابتداء من جناح البعوضة إلى قناديل السماء، ومن الخلايا الجسمية إلى أبراج الكواكب والسيارات، مما لا يمكن أن يكون للشرك فيه أيّ تدخل ولو كان بمقدار ذرة. وكذا الحاكمية نفسُها إنما هي مقام للعزة، فلن يقبل هذا المقامُ منافسا وخصيما، لما فيه من تجاوز لهيبته وكسرٍ لعزته.

نعم، إن إقدام الإنسان المحتاج دوما إلى من يعاونه -لضعفه وعجزه- على قتل أخيه أو بنيه -ظلما- لأجل حاكمية ظاهرية مؤقتة جزئية؛ يدل على أن الحاكمية لا تَقبل المنافسة أبدا. فلئن كان الإنسان -وهو العاجز- يُقْدم على مثل هذا الفعل لأجل حاكمية جزئية، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يَرضى مَن هو القديرُ المطلق الذي يملك الكون كله تدخلا أو شركا من أحد في حاكميته الذاتية المقدسة التي هي محور ربوبيته المطلقة وألوهيته الحقيقية الكلية.

ونظرا لإثبات هذه الحقيقة المشعة بدلائل قوية في «المقام الثاني من الشعاع الثاني» وفي مواضع عدة من رسائل النور فإننا نحيل إليها.

وهكذا فإن صاحبنا المسافر بعد أن شهد هذه الحقائق الأربع تحققت لديه وحدانية الله سبحانه بدرجة الشهود، فنما إيمانه وارتقى وبدأ يردد بقوة: «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له».

وإشارة لما تلقاه من درس في هذا المنـزل فقد ذُكر في المقام الأول من الباب الثاني:

[لا إلهَ إلّا الله الواحد الأحد الذي دل على وحدانيته ووجوب وجـوده مشاهدةُ عظمةِ حقيقةِ تَبارُز الألوهية المطلقة، وكذا مشاهدةُ عظمـة إحاطة حقيقة تظاهُر الربوبية المطلقة المقتضية للوحدة. وكذا مشاهدة عظمة إحاطة حقيقة الكمالات الناشئة من الوحدة وكذا مشاهدة عظمة إحاطة حقيقة الحاكمية المطلقة المانعة والمنافية للشركة].

ثم إن ذلك المسافر الذي لا يسكن ولا يهدأ خاطَب قلبَه قائلا:

إن تكرار أهل الإيمان «لا إله إلّا هو» باستمرارٍ وبخاصة المتصوفة منهم، وإعلانَهم نداء التوحيد، وتذكيرَهم به يبين لنا أن هناك مراتب كثيرة جدا للتوحيد. وأن التوحيد هو أهم وظيفة قدسية وأحلى فريضة فطرية وأسمى عبادة إيمانية. فما دام الأمر هكذا، فتعال يا قلب لنفتح بابا لمنـزلٍ آخر من منازل دار العبرة والامتحان هذه، لنتعرّف من خلاله على مرتبة أخرى من مراتب التوحيد؛ لأنَّ التوحيدَ الحقيقي الذي ظللنا نبحث عنه ليس مقصورا على معرفةٍ نابعة من تصوّر، بل هو أيضا ما يقابل التصور في علم المنطق من التصديق الذي هو عِلم، وهو نتيجة نابعة من البرهان، وهو أسمى من مجرد المعرفة التصورية بكثير.

فالتوحيد الحقيقي إنما هو حُكم وتصديق وإذعان وقبول، بحيث يمكّن المرء من أن يهتدي إلى ربه من خلال كل شيء. ويمكّنه من أن يرى في كل شيء السبيلَ المنوَّرة التي توصله إلى خالقه الكريم، فلا يمنعه شيء قط عن سكينة قلبه واطمئنانه واستحضاره لمراقبة ربّه.

فلو لم يكن الأمر هكذا، لاضطر المرءُ إلى أن يمزق حجاب الكائنات ويخرقه -كل مرة- كي يتمكن من التعرف على ربّه! لذا نادى المسافر قائلا: هيا بنا إذن لنطرق باب «الكبرياء والعظمة» ولندخل منـزل «الآثار والأفعال» وعالم «الإيجاد والإبداع».. فما إن ولج هذا المنـزل حتى رأى أن هنالك «خمس حقائق محيطة» تستحوذ على الكون وتُثبت التوحيد وتستلزمه بالبداهة.

الحقيقة الأولى: حقيقة العظمة والكبرياء

نظرا لتوضيح هذه الحقيقة ببراهينَ في «المقام الثاني من الشعاع الثاني» وفي عدة مواضع من رسائل النور نكتفي هنا بما يأتي:

إن الذي أوجد النجوم التي يبعد بعضُها عن البعض الآخر آلاف السنين، والذي يتصرّف فيها في آن واحد وعلى نمط واحد. والذي يخلق أفرادا غير معدودة لنوع واحد من زهرة نابتة في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب من الأرض، ويصوّرها في وقت واحد وعلى هيئة واحدة وصورة واحدة، والذي يخبرنا عن أعجب حادثة ماضية وغيبية في قوله تعالى:  ﴿هُوَ الَّذي خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ في سِتَّةِ اَيَّامٍ﴾ (الحديد:4) مثبِتا تلك الحادثة كأنها تحدث أمامنا، بما يَخلق من مثيلاتها ونظائرها على وجه الأرض، وبخاصة عند حلول موسم الربيع الذي نجد فيه عيانا أكثر من مائة ألفِ مثالٍ على الحشر الأعظم لأكثر من مائتي ألف نوع من طوائف النباتات وأمم الحيوانات التي تخلق وتنشأ في بضعة أسابيع فقط.. فلا ريب أن مَن بيده إدارة هذا الحشد الهائل مجتمعا، وتربيته وإعاشته، وتمييز بعضه عن البعض الآخر، وتزيينه بكمال الانتظام والميزان، دون لبس أو نقص أو خطأ ودون تأخير أو إهمال، وهو الذي بيده دوران الأرض وحصول ظاهرة الليل والنهار بانتظام بديع كما صرحت به الآية الكريمة:
﴿يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِ ﴾ (لقمان:29) مسجلا وممحيا -بهذا الدوران- الحوادثَ اليومية وتبدلاتها في صحيفة الليل والنهار، وهو الذي يعلم -في الوقت نفسه وفي اللحظة نفسها- خبايا الصدور وخلجات القلوب، فيديرها بإرادته.. ينبغي أن يكون -فاعلُ هذه الأفعال التي كل منها فعلٌ واحد منفرد خاص- واحدا أحدا قادرا صاحبَ جلال، له من العظمة والكبرياء بداهةً ما يقتلع كلَ جذور الشرك ويمحو جميع آثاره واحتمالاته مهما كان نوعها وبأية جهة كانت، وفي أي شيء كان، وفي أي مكان كان.

فما دامت هذه الكبرياء وهذه القدرة العظيمة موجودتين، وما دامت صفة الكبرياء هذه هي في منتهى الكمال والإحاطة التامة، فلا يمكن أن تسمحا مطلقا لأي نوع من أنواع الشرك؛ لأنَّ الشرك يعني إسنادَ العجز والحاجة إلى تلك القدرة المطلقة، وإلصاقَ القصور بتلك الكبرياء، وعزوَ النقص بذلك الكمال، وتحديدَ تلك الإحاطة بالقيد، وإنهاءَ غير المتناهي المطلق. فلا يمكن أن يقبل ذلك كلُّ من له عقل وشعور، وكلُ من له فطرة سليمة لم تتفسخ.

وهكذا فالشرك من حيث هو تحدٍّ لتلك الكبرياء، وتطاولٌ على عزة ذي الجلال، ومشاركةٌ للعظمة، جريمةٌ نكراء لا تدع مجالا للعفو والصفح والمغفرة. وإن القرآن -ذا البيان المعجز- يعبّر عن هذا ويبيّنه ويشفعه بذلك التهديد الصارخ والوعيد الرهيب بقوله تعالى: ﴿اِنَّ اللّٰهَ لَا يَغْفِرُ اَنْ يُشْرَكَ بِه وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَنْ يَشَٓاءُ﴾ (النساء:48).