مَن خصنا [1] بخير من قد أرسلا [2] وخيرِ [3] من خاض المقامات العلا

[1] لأن المضاف إلى المعرفة معرفة بجهةٍ والمنسوب إلى الشريف يتشرف.([1])

[2] أي خير الخلق؛ لأنه خيار من خيار ست مرات.([2])

[3] أي لأنه على خلق عظيم. عطف الدليل على المدلول.

محمد [1] سيد كل [2] مقتفى  العربي [3] الهاشمي [4] المصطفى [5]

 صلى [6] عليه الله مادام الحجا  يخوض في [7] بحـر المعاني لججا

[1] أي اسما ومسمى. الثاني سبب للأول، لكن بالأول.([3])

[2] لأن كتابه جمع الجوامع لأنه متأخر. لأنه متقدم.([4])

[3] وفي أبنائه الصدقُ والذكاءُ.

[4] وفي بيته الشهامةُ والسماحة والمنسوب منسوب إليه.([5])

[5] كـ«قِفَا» و﴿ارْجِعُونِ مكررًا، مع انفراده بحذف لفظ «من». فهو مشتق من خمسة أفعال وهى «اصطفى».([6])

[6] صورة الماضي دلت على كمال الوثوق والشوق والحمل على المسؤول بلطف لأن رد الخبر أشد من رد الإنشاء.([7])

[7] تبطن «في» «مِن» للدخول والخروج([8])


[1] (لأن المضاف إلى المعرفة) أي لأننا قد خُصصنا بالإضافة والانتساب إلى خير الرسل ذي الشهرة والمعرفة. والتخصيصُ بالإضافة إلى المعرفة وإن لم يكن معرِّفًا للنكرة حقيقة، لكن يقرّبها إلى المعرفة ويشّرفها بها. نعم، لتلك الإضافة والانتساب صرنا خير أمة أخرجت للناس. والمنسوب إلى الشريف شريف.

[2] (ست مرات) أي إن الله تعالى اختار من المخلوقات ذوي الحياة، ومنهم بني آدم، ومنهم أولاد إسماعيل، ومنهم قريشًا، ومنهم بني هاشم، ومنهم محمدًا عليه الصلاة والسلام هذا مآل حديثِ «مازلت خيارًا من خيار».

[3] (أي اسمًا ومسمى الثاني سبب الأول لكن بالأول) أي في ذاته خلق محمدًا، وسمّى به ليطابق الاسم المسمى. فالذاتي سبب للاسمي لكن بالأول. وهو مصدر كالقول من آل يؤول. بمعنى الرجوع. أي كونه كثير الحمد في الخلقة. سيرجع ويصير سببًا لكونه كثير الحمد من بعد.

[4] (لأن كتابه جمع الجوامع) أي لأن القرآن لكونه نَزَلَ متأخرًا من الكتب السماوية جامعٌ لجميع ما فيها ولكونه متقدما عليها في الفضل والشرف تأخر عنها، لأن السلطان يمشي خلف الجنود.

[5] (المنسوب منسوب إليه) أي الأمر بالعكس معنى لأن محمدًا عليه الصلاة والسلام كما أنه منسوب إليه لكافة الخلق، منسوب إليه لهاشم أيضًا.

[6] (كقفا وارجعوني) يعني كما أن التثنية والجمع في هذين اللفظين راجعان إلى الفعل، لا إلى الفاعل. إذ المراد منهما قف قف. ارجعْ ارجعْ ارجعْ. كذلك إن الإفراد في (المصطفى) عائد إلى نائب الفاعل وليس راجعًا إلى الوصف لأنه في النية مكرر مجموع قد اشتق من (اصطفى) خمس مرات على ما أشار إليه حديث الاصطفاء.

[7] (صورة الماضي) يعني أن الطلب والسؤال بلفظ الماضي يجبر المسؤول على أن لا يكذب السائل ويحمله على أن يوفي بالمسؤول عنه بحيلة، لأن الماضي إخبار ورد الإخبار قبيح.

[8] تبطن «في» «من» أي كما يدل على ذلك التبطن مادة الخوض، لأنه بالدخول، وهو يقتضي الخروج. من. مفعول تبطن.