ثم الموضوع: المعلومات التصورية والتصديقية، فعِرق كل علم موضوعه.. وما سواه تفرعات تنبت عليه. لأن النصب بالفتحة مثلًا وصفُ المعرب، وهو وصف الاسم، وهو وصف الكلمة. فوصف وصف الشيء وصفه. والصفة إن كانت مجهولة كانت جزءًا، وبعد الجزئية كانت صفة، وإذا استمرت صارت عنوانًا.([1]) ومقدمة الشروع([2]) التصديق([3]) بموضوعية الموضوع، لا تعريف عنوان الموضوع فإنه من صناعة([4]) البرهان([5]) ولا تعريف مَا صَدَقِهِ، فإنه من المبادي التصورية.([6]) ولا التصديق بوجوده، فإنه من المبادي التصديقية، وهي الأدلة. وما يتوقف عليه الإثبات،([7]) يعني الثبوت في نفسه،([8]) وتعريف بعض لعنوان الموضوع.. وهو ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية. فلتحصيل الحد الأوسط([9]) لهذا التصديق،([10]) والغاية يلزم أن تكون معتدة([11]) ومعتبرة،([12]) ومقصودة،([13]) ومهمةً،([14]) ومخصوصة.([15])

ثم لما كان الإفادة والاستفادة باللفظ، احتجنا إلى البحث عن اللفظ الدّال.

ثم بين الموجود الذهني واللفظي روابط أربع، هي مناط كل الأوصاف: الوضع،([16]) الدلالة،([17]) الاستعمال،([18]) الفهم.([19])

مسائل كل علم قضايا حملية موجبة كلية ضرورية نظرية. وماعداها مؤول بها، لأن الموضوع ما يبحث في العلم عن عوارضه الذاتية؛ إما بذاتها أو مع المقابل المحصل المبحوث في ذلك العلم.([20]) يعني يحمل العوارض الذاتية له، أو لأنواعه، أو لأصناف أنواعه كليًا. لأن الذاتية شاملة بالإيجاب، لأنها له، عليه أو على أنواعه أو عوارضه بالضرورية. لأنها ذاتية بالدليل للبحث.


[1] فلذا يتشعب الموضوع، وبكثرة أوصافه يتكثر المسائل. (تقرير)

[2] والكتاب دكان البزاز فيه هذه الأشياء.

[3] هذا هو في كل موضع.

[4] هي تطبيق العلوم الآلي.

[5] وهي تطبيق المنطق في طرق اكتساب العلوم.

[6] أي تعريفات المصطلحات وموضوعات المسائل، والتمثيلات والتشبيهات وغيرها..

[7] أي إثبات الأوصاف للموضوع.

[8] وهو وجود الموضوع.

[9] ما يتوقف بهذا حاصل الخ.

[10] أي بموضوعية.

[11] لئلا يكون سعيه عبثًا..

[12] لئلا يكون عبثًا عنده وعند غيره.

[13] لئلا يقع في ذهنه فتور..

[14] ليزيد شوقه.

[15] أي تلك الفائدة مخصوصة به، ولو بالنسبة لئلا يتردد بينها، فيلزم الترجيح بلا مرجح.

[16] فمنها العموم والخصوص يرد الاشتراك والتأويل..

[17] الظاهر والنص والمفسر والمحكم والخفي والمشكل والمجمل والمتشابه.

[18] الحقيقة والمجاز والصريح والكناية.

[19] العبارة والإشارة ومفهوم اقتضاء الصدق أو الصحة.

[20] إلّا أنه لما انقسم الموضوع تشعب المحمول لتوزيع الأقسام على الأقسام.