87

و«الشيخ تحسين»، [الشيخ تحسين: أو الشيخ حسن تحسين، ولد عام 1811م، أُرسِل إلى فرنسا لدراسة العلوم الحديثة والإفادة من تجربتها لتأسيس أول جامعةٍ علميةٍ في الدولة العثمانية، وهو بهذا نظيرُ «رفاعة الطهطاوي» المصري في هذه المهمة، أُسِّست الجامعة في العام 1870م، توفي عام 1881م؛ هـ ت]. و«نامق كمال» [نامق كمال: كاتب وصحفي وشاعر وسياسي عثماني ولد العام 1840م، أُطلِق عليه لقب: «شاعر الوطن» و«شاعر الحرية»، توفي العام 1888م؛ هـ ت]. الذين اتخذوا الاتحاد الإسلامي هدفًا لهم، والسلطان «سليم» القائل:

إن الخِلاف لَهَمٌّ ظلَّ يُقلِقني
إلا بوحدتنا دفْعُ العِدا زحفوا

حتى بزاويتي في ضَمَّةِ القبرِ
إنْ تفترِقْ أمتي وا غَشْيةَ الصدرِ

لقد عملتُ لأجل هذا الاتحاد لإظهار مقصدين عظيمين:

الأول: لنخلِّصَ ذلك الاسم [يقصد «الاتحاد المحمدي»؛ هـ ت] من التحديد والتخصيص، ونعلن شمولَه لجميع المؤمنين، كي نُبدِّد الأوهام والمخاوف، ونجتنب الوقوع في الفُرقة.

الثاني: لنقيمَ بالتوحيد سدًّا أمام افتراق الفِرَق التي سبَّبتْ هذه المصيبة العظيمة التي وقعتْ؛ لكن ويا للأسف!! لم يُتِحِ الزمان فرصة، بل جاء السيل وهدمني أيضًا.

ثم إنني كنت أقول: لو شَبَّ حريقٌ ما لساهمتُ في إطفائه، ولكنه أتى حتى على لباس المشيخة الذي أرتديه، فأزال شهرةً كاذبةً لا أقدر على حملها، وأنا ممتنٌّ لهذا.

إنني رجلٌ بسيط، غير أني حمَّلتُ نفسي عبءَ القيام بأمرٍ هو من أهمِّ وظائف مجلس الشعب ومجلس الأعيان والوزراء، إذًا لقد ارتكبت جريمة.

…….