94

فلنقارن الآن.. أينبغي لقصر يلدز أن يكون ملهًى أم دارًا للعلوم؟! أينبغي أن يتجوَّل فيه السياح أم يدرِّس فيه العلماء؟! أينبغي أن يُغصَب أم يُهدى؟! أيُّ الأمرَين خير؟ فليحكم أهل الإنصاف في هذا.

إنني امرؤٌ من عامَّة الناس أسدى نصيحةً لسلطانٍ عظيم، إذًا لقد ارتكبتُ نصفَ جريمة.

لم يحن وقتُ الإفصاح عن نصف الجريمة الآخر. [لقد حان وقت الإفصاح عن النصف الآخر بعد خمسَ عشرةَ سنة، انظروا المبحثَ الأخير من «سراج النور» الذي تسبب بسجن مؤلِّفه ونفيه مدة ثمانٍ وعشرين سنة، لتعرفوا بالضبط نصفَ الجناية الآخر؛ سعيد.]

…….

فوا أسفاه!! بينما كانت الأمة في أشد اللهفة والتعطش إلى المَشْرُوطِيّة المشروعة التي هي سعادتنا، وإلى المعارف الحديثة المنسجمة مع الإسلام، وهي منبع حياتنا الاجتماعية، إذْ جاء المُفْرِطون في هذه الحادثة فخلطوا المَشْرُوطِيّة بضغائنهم وأغراضهم، وجاء المُفَرِّطون من أصحابِ الفكر التنويري فتصرَّفوا بما ينافي الدين وفرَّطوا به، فأقام الفريقان سدًّا أمام رغبات الأمة، والواجب على من أقاموا هذا السدَّ أن يهدموه، وهذا ما يُرجى منهم باسم الوطن.

أيها الباشاوات والضباط..

إن الشهود على هذه الجرائم الإحدى عشرة والنصف يبلغون ألوفًا، بل ربما يبلغ شهودُ بعضها نصفَ أهالي اسطنبول؛ وإنني مع رضاي بما يترتب عليها من عقوبة، لديَّ أحد عشر سؤالًا ونصفُ سؤال أريد الإجابة عليها، وسأُفصح عن حسنةٍ واحدةٍ لي مقابل هذه السيئات، وهي أنني عارضتُ الشُّعبةَ المستبدَّةَ الموجودةَ هنا، والتي حطَّمتْ آمالَ الناس، وسلَبَتْ راحتَهم، وأيقظتِ الأحقاد، وهيجتْ مشاعرَ التحيُّز والتحزُّب، وكانت السبب في تشكيل الجمعيات والمنظمات القومية والعرقية المؤدية إلى التفرقة،