42

تتوجه بالمدح والثناء لشخصه، إلا أنه تلقاها باسم رسائل النور ولحسابها، وعَدَّها علامةً على استفادة قُرَّائها من أنوارها.

وإن ما يطلبه الأستاذ النُّورْسِيّ من هذه الأمة ومن الشباب في حقيقة الأمر هو أن يغنموا بالإيمان السعادةَ الدنيوية والأخروية، ولأجل ذلك يطلب أن تُتَّخَذ رسائلُ النور التي هي درسُ القرآن في هذا الزمان أساسًا، وأن تُنْشَر في كل مكانٍ وكل بيت، وأن تُتَعَلَّم حقائق الإيمان منها.

وكثيرًا ما بشَّر وحذَّر بأن رسائل النور هي الحل الوحيد في مواجهة التيارات التي تهدد الأمة والبلاد، فمن يريد تفسير هذه الخدمة التي شملها الرضا الإلهي، وتوجيهَ نشاطها وحركتها لمقاصد وغاياتٍ أخرى، فإنما يعلن عن انعدام بصيرته.

إن السعادة الحقيقية التي تَنشُدها روح الإنسان وماهيتُه السامية لا توجد إلا في الطريق التي بيَّنها القرآن والأفقِ المتلألئ برضا الرحمن، وها هو بديع الزمان يبيِّن للإنسانية ذاك الطريق وهذا الأفق، ويعلن لها ويثبت ألَّا بد للإنسان من الالتحاق بالقافلة النورانية أصحاب الصراط المستقيم.

لقد أردنا بهذا المؤلَّف الذي أعددناه -رغم عجزنا- أن نخدم الحقيقة ولو بقدرٍ يسيرٍ، وننشره اليوم ليكون مرجعًا للسعداء المنوَّرين في المستقبل، آملين إعدادَ سيرةٍ أعمق وأشمل؛ ومن الله التوفيق.

المعِدُّون

***