35

ويشُلُّوا فاعليتهم، وبذلك يمنعون الدين من الازدهار، ويهيئون الجو المناسب لرواج الكفر والرذيلة؛ وإذا كانت هذه هي الحالَ في عهد الديمقراطية وفي زمان السماح بالحرية الدينية [المقصود مرحلة حكم الحزب الديمقراطي لتركيا في عِقد الخمسينات، وذلك بعد ربعِ قرنٍ من الحقبة المسماة «حقبة تأسيس الجمهورية» التي عرفتْ فيها تركيا شتى سياسات محاربة الدين وشعائره والتضييق على أهله؛ هـ ت.]، فلكم أن تتصوروا كيف كانت في حقبةٍ كان يُعلَن فيها من على منبر مجلس الشعب أن الدين سمٌّ زُعاف!!

لقد ظهر بين الذين ساقوا الأستاذ وطلابَ النور إلى المحاكم في العهد السابق، أناسٌ كانوا يتحركون خلف ستار القانون وفقًا لمشاريعهم الهدَّامة، وأحقادهم ومصالحهم الشخصية؛ وبينما كان الواجب على هؤلاء أن يقوموا بما تمليه عليهم وظيفتهم، إذا بهم يهاجمون بديع الزمان وطلابه بصنوف الإهانات والافتراءات، وكأنما قبضوا على خَوَنةٍ للشعب والوطن!! حتى عندما أصدرت المحكمة قرار البراءة، لم يتحرَّج بعض المكلَّفين بتطبيق القانون من بثِّ الشائعات بأن بديع الزمان سيُعدَم عما قريب.

وليس مرادنا من حديثنا هذا التهجُّمَ على هؤلاء، وإنما نريد بيان الحقيقة، ولعل أكثرهم معذور إذْ فَعَلَ ما فَعَلَ مُكرهًا.

ومهما يكن من أمرٍ فإن هذه المعاملة تثبت أنه في الحقبة التي سيق فيها بديع الزمان إلى المحاكم وصدرت بحقه الأحكام، كان الملاحدة واللادينيون المتَخَفُّون على رأس عملهم، وكانت منظمات الإفساد في أوج نشاطها، وأنهم لما عجزوا عن إدانته بيد القضاء، ولم يستطيعوا منع دعوته، لجؤوا إلى تلفيق الافتراءات الظالمة والحملات المغرضة الكاذبة؛ ولم يكن يتردد أي منصف يشاهد ذلك الواقع الأليم في القول بأن هذا الرجل عالمٌ مستقيم ورجلُ حقيقة.