114
عَوراءُ هي أساسُ جميعِ السفالات والأنانيَّات، مثل: «وإن مِتُّ عطَشًا فلا نزَلَ القَطْرُ» [عجُزُ بيتٍ لأبي فراس الحمداني يقول فيه: مُعلِّلتي بالوصلِ والموتُ دونَه   إذا مِتُّ ظمآنًا فلا نَزَلَ القَطْرُ. والقَطْر: المطر؛ هـ ت.] أو: «فلتكن الدنيا بعد مماتي ما شاءتْ أن تكون، وليكن من بعدي الطُّوفان»!!
وعلى هذا فإن أحمَدَ خِصالِنا ومقتضى ديننا أن نقول بأرواحنا وجوارحنا ووجداننا وفِكرنا وجميع قوانا: إننا إذا مِتْنا فالإسلامُ -أُمَّتُنا- حيٌّ باقٍ إلى الأبد؛ فلْتسلمْ أمتي، حَسبي الثوابُ الأخروي، فإنَّ حياتي المعنويةَ التي في حياة الأمة تبقيني وتجعلني مسرورًا مبتهجًا في العالَم العُلْوي؛ ولْنقُل -ونورُ الحَميَّة النورانيَّة مرشِدُنا-: الموتُ يومُ نَوْرُوْزِنا. [يوم النَّوروز أو النَّيروز هو يوم بداية السنة في التقويم الفارسي، ويوافق أولَ فصل الربيع؛ هـ ت]
…….
س: ما أول ما يَلزمُنا؟
ج: الصِّدق.
س: ثم ماذا؟
ج: اجتناب الكذب.
س: ثم ماذا؟
ج: الاستقامة، والوفاء، والإخلاص، والثبات، والتسانُد.
س: لماذا؟
ج: لأن ماهيةَ الكفر: الكذب، وماهيةَ الإيمان: الصدق؛ أفلا يكفي برهانًا أن بقاء حياتنا رهنٌ بدوام الإيمان والصدق والتسانُد؟!