115
س: ألا يَلزَم إصلاح رؤسائنا أولًا؟
ج: بلى؛ مثلما دَسَّ رؤساؤكم أموالَكم في جيوبهم وحبسوها فيها؛ أخذوا منكم عقولكم كذلك أو حبسوها في أدمغتكم؛ وعلى هذا فإنني أخاطب عقولَكم الموجودةَ عندهم.
أيها الرؤوس والرؤساء؛ إياكم والتواكُلَ الذي هو عين التكاسُل.. لا يُحِلْ أحدُكم العملَ على أحد.. اُخدُمونا بأموالنا التي بأيديكم، وبعقولِنا التي لديكم، فإنكم قد قبضتم أجرتكم باستخدام هؤلاء المساكين؛ فعليكم بالتدارُك لِما ضَيَّعتم في الصيف، [إشارةٌ إلى المثل العربي الشهير: «الصيفَ ضَيَّعتِ اللبن»، وهو مثلٌ يُضرَب لمن يَطلُب شيئًا بعد أن فوَّته على نفسه؛ هـ ت] فهذا إذًا أوانُ الخدمة.
…….
والحاصل: لقد شَرَعَ المسلمون في اليقظة؛ [أجل، قيل هذا الكلام قبل خمس وأربعين سنة، ويُصدِّق «سعيدًا القديمَ» في درسه هذا الباكستانُ وعشائرُ البلدان العربية إذ نالوا حُكمهم واستقلالهم، وسيُصَدِّقونه في المستقبل؛ سعيد] فقد رأوُا الخير خيرًا والشرَّ شَرًّا.
نعم؛ فهذا هو السرُّ الذي جعل عشائرَ هذه الوديان يتوبون، بل إن جميع المسلمين قد أخذ يسري فيهم هذا السرُّ شيئًا فشيئًا، فهم يستعِدُّون لكسبه أيضًا، إلا أنكم أقرب إلى القوميَّة الإسلامية المقدَّسة، لكونكم بَدْوًا لم تفسُد فطرتكم الأصلية.
…….
كان الذين لا يعرفونني في سياحتي ينظرون إلى زِيِّي فيحسَبونني تاجرًا، فيسألونني:
س: أأنت تاجر؟
ج: نعم؛ أنا تاجرٌ وكيميائي أيضًا.