118
5. الاستبدادُ المنتشرُ انتشارَ الأمراضِ السارية المتنوعة.
6. حَصْرُ الهمة في المصلحة الشخصية.
أما علاجُ هذه الأمراض السِّتة الوبيلة، فأخذْتُه من صيدلية القرآن الذي هو بمثابة كلِّيَّة الطبِّ لحياتنا الاجتماعية، أُبيِّنه في درسٍ من ستِّ كلماتٍ أَعلَمُ أنها هي أساسُ العلاج.
الكلمة الأولى: الأمل؛ أي قوَّة الرجاء من الرحمة الإلهية.
أجل، إنني -بناءً على الدرس الذي تعلمتُه- أزُفُّ إليكم البشرى معشرَ المسلمين بأنه قد لاحتْ أَماراتُ الفجر الصادق، ودنا وقتُ شروقُ شمسِ السعادةِ الدنيوية لعالَمِ الإسلام اليوم؛ أخُصُّ بالذِّكر سعادةَ العثمانيين، خصوصًا سعادةَ مَن بصحوَتِهم ويقظتهم يترقَّى الإسلام، أعني العرب.
وإنني لأقول بقناعةٍ جازمةٍ تُسمِع الدنيا رغمَ أنفِ اليأس: [قبل خمسٍ وأربعين سنةً أخبر «سعيدٌ القديم»، بحسٍّ قبْلَ الوقوع، أن العالَم الإسلامي -وفي مقدمته الدول العربية- سيتخلَّص من الاستبداد ويتحرَّر من نَيْر الأجنبي، وسيُشكِّل دولًا إسلاميةً؛ ولم يفكِّر حينَها في الحربَين العالَميَّتَين ولا في الاستبداد المطلق الذي دام نحوًا من أربعين سنة؛ فبشَّر بما كان في عام 1371 هـ وكأنه سيكون في العام 1327 هـ، دون أن يأخذ بعين الاعتبار سببَ التأخير؛ سعيد]
إن المستقبل سيكون للإسلام.. للإسلام وحدَه؛ وسيكون الحُكمُ لحقائق القرآن والإيمان؛ وإن لي على دعوايَ هذه براهينَ كثيرةً تعلَّمتُ منها الدرس، سأذكر منها الآن برهانًا ونصف برهان، وأبدأ بمقدمته:
إن حقائق الإسلام تمتاز بقابليَّتِها واستعدادِها التامِّ للرُّقيِّ المعنوي والمادِّي.
فأما الجهة الأولى، وهي جهةُ الرُّقيِّ المعنوي، فاعلموا أن التاريخ الذي يُسجِّل الوقائع الحقيقية، والذي هو أصدقُ شاهدٍ على الحقيقة، يَعرِضُ لنا شهادةً عن حَقَّانيَّة الإسلام أدلى بها القائد الياباني الأعلى الذي هزم الروس، فقال: «إنَّ التاريخَ يبيِّن أن