229

الإشارة الأولى:

سؤالٌ مهمٌّ يخصُّني شخصيًّا ويخص رسائل النور:

يقول كثيرون: لماذا يتدخَّل أهل الدنيا بآخرتك كلما وجدوا الفرصة، مع أنك لا تتدخل في دنياهم؟ فضلًا عن أنه لا يوجد قانونٌ يسمح لأيِّ حكومةٍ بالتعرُّض لمن تركوا الدنيا واعتزلوا الناس!!

الجواب: إن جواب «سعيدٍ الجديد» عن هذا السؤال هو السكوت، وهو يقول: لِيُجِبْ عني القدر الإلهي؛ ومع هذا فإن عقلَ «سعيدٍ القديم» الذي اضطر «سعيدٌ الجديد» لاستعارته على سبيل الأمانة يقول: إن مَن يجيب عن هذا السؤال هم رجالُ حكومةِ ولاية «إسبارطة» وأهاليها؛ لأنهم أوثقُ علاقةً مني بمغزى هذا السؤال.

فما دام أفرادُ حكومةٍ يَرْبُون على ألوف، وأهالي ولايةٍ يَرْبُون على مئات الألوف، مَعنيِّين بالأمر بدلًا مني، ومضطرين للدفاع عني، فلماذا أكلِّم المدَّعين دفاعًا عن نفسي من غير موجِبٍ لذلك؟!

فأنا في هذه الولاية منذ تسع سنين، ما تقدَّم بي الزمان إلا ازددتُ إعراضًا عن دنياهم وانصرافًا عنها، ولم يبق شيءٌ من أحوالي مستورًا عنهم، بل حتى أخصُّ رسائلي وأشدُّها سِرِّيةً وقعتْ بأيدي رجال الحكومة وعددٍ من النواب، فلو وُجِد مني تدخُّلٌ في أمرٍ دنيويٍّ يثير قلقَ أهل الدنيا ومخاوفَهم، أو كانتْ مني محاولةٌ بل تفكيرٌ للقيام بذلك، مع كوني تحت مراقبتهم وتجسُّسهم طَوالَ تسع سنين، ومع كوني أبوح بأسراري إلى من يزورني دون تحفُّظ، لما بقي المسؤولون في هذه الولاية ونواحيها ساكتين عني دون أن يتعرضوا لي.

فإن كنت قد ارتكبتُ جرمًا يَضرُّ بمستقبل الشعب والوطن وسعادتِهما، فالمسؤول عنه هم جميعُ رجال الحكومة على مدى تسع سنواتٍ، بدءًا من الوالي وانتهاءً برئيس