المسألة السابعة من المكتوب الثامن والعشرين

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس:58]

هذه المسألة سبعُ إشارات، لكننا نبين أولًا سبعةَ أسبابٍ تُظهِر بعضَ أسرار العناية الإلهية، تحدثًا بنعمة الله.
السبب الأول:
رأيتُ في واقعةٍ صادقةٍ قُبيل الحرب العالمية الأولى أو في أوَّلها، رأيتُني تحت جبل «أغري» المعروف بجبل «أرارات»، [جبلٌ يقع بأقصى شرقيِّ تركيا؛ هـ ت] وإذا به ينفجر انفجارًا يثير الهول والفزع، فتترامى أجزاؤه العظيمة كالجبال على أنحاء الدنيا، فنظرتُ وأنا في هذا الهول الذي غشيني، فإذا بأمي رحمها الله إلى جانبي، فقلت لها: لا تخافي يا أماه.. إنه أمرُ الله، وإنه حكيمٌ رحيم؛ وبينما أنا في هذه الحال إذا بشخصٍ جليلٍ مَهيبٍ يخاطبني آمِرًا: بيِّنْ إعجازَ القرآن.
فاستيقظتُ، وفهمتُ أن ثمة انفجارًا وتحوُّلًا عظيمًا سيقع، وستتهدم على إثره الأسوارُ من حول القرآن، فيدافع عن نفسه بنفسه، وستُشَنُّ عليه الهجمات، وسيكون إعجازُه درعَه الفولاذي؛ وفهمتُ أنَّ شخصًا مثلي سيكون مرشَّحًا بما يفوق حدَّه لإظهار نوعٍ من ذلك الإعجاز في هذا الزمان، وأنني أنا ذلك المرشَّح.
وما دام إعجازُ القرآن قد بُيِّنَ بدرجةٍ ما بـ «الكلمات»، وكانت خدمتُنا التي قدمناها لحساب الإعجاز، وكانت من بركاته ورشحاته، فلا ريب أن إظهارَ العنايات التي حفَّتْ بهذه الخدمة أمرٌ يؤيد هذا الإعجازَ ويسانده، فلا بد من إظهارها.