249
الإشارة الأولى:
«التوافقات»؛ وقد بُيِّنتْ في النكتة الأولى من المسألة الثامنة من «المكتوب الثامن والعشرين».
ففي مكتوب «المعجزات الأحمدية» على سبيل المثال، تَناظَرَ موضِعُ ورودِ كلمة الرسول الأكرم (ص) في أكثر من مئتي موضعٍ منها بكمال الموازنة، وذلك بدءًا من الإشارة الثالثة وحتى الإشارة الثامنة عشرة في ستين صفحةً إلا صفحتين، وقد جرى هذا لأحدِ النُّسَّاخ دون علمه؛ ومن نظر إلى صفحتين منها بإمعانٍ وإنصافٍ أقرَّ بأن ذلك لا يمكن أن يقع مصادفة.
هذا مع أن المصادفة إنْ وقعتْ، واشتُرِط وجودُ كلماتٍ متماثلةٍ كثيرةٍ في الصفحة الواحدة، جاء التوافقُ ناقصًا، وربما وقع تامًّا في صفحةٍ أو صفحتين لا غير.
والحالُ هنا أن مواضع ورود كلمة الرسول الأكرم (ص) في جميع الصفحات تتناظر فيما بينها بكمال الميزان سواءٌ وردتْ في الصفحة الواحدة مرتين أو ثلاثًا أو أربعًا أو أكثر، ولا شك أن هذا إن وقع لم يقع مصادفةً بحالٍ من الأحوال.
ثم إن توافقًا لم يستطع ثمانيةُ نُسَّاخٍ مختلفين أن يغيروه إنما يُظهِر إشارةً غيبيةً قويةً في طيِّه.
فكما أن البلاغة توجد في كتبِ أهل البلاغة على درجاتٍ شتى، غير أن بلاغة القرآن قد بلغتْ حدَّ الإعجاز، فلم يستطع أحدٌ بلوغَ شأوه؛ فكذلك التوافقات الموجودة في «المكتوب التاسع عشر» الذي هو مرآةٌ للمعجزات الأحمدية، وفي «الكلمةِ الخامسةِ والعشرين» التي هي ترجمانٌ للمعجزات القرآنية، وفي أجزاء رسائل النور التي هي نوعٌ من تفسير القرآن الكريم؛ فهذه التوافقات تُظهِر غرابةً تفوق التوافقاتِ التي توجد فيما سواها من سائر الكتب، ويُفهم منها أنها نوعُ كرامةٍ للمعجزاتِ القرآنية والمعجزات الأحمدية تتجلى وتتمثل في تلك المرايا.