217

كالملائكةِ نُطالع عالَم الجنات..

[أي كما أن الملائكة التي في عالَم السماوات تطالعُ ما لا يُحَدُّ من معجزاتِ القدرة الإلهية على وجه الأرض التي هي مشتل أزهار الجنة ومزرعتُها، فكذلك النجوم التي هي بمثابةِ عيونِ الأجرام السماوية، فهي كالملائكة تطالع تلك المعجزات على الأرض وتنظر إلى عالم الجنة، فهي تنظر تارةً إلى الأرض فتشاهد عجائبها المؤقتة، وتنظر تارةً أخرى إلى الجنة فتشاهد فيها تلك العجائب بصورتها الباقية، أي إن لها نظرًا إلى كِلا العالَمين؛ سعيد]

نحن ثمراتٌ رائعات، علَّقتنا يدُ حكمةِ الجميل ذي الجلال منذ مبدأِ الخليقة على أغصان درب التبانة في أرجاء السماوات..

نحن لأهل السماوات مساجدُ سيارة.. منازل دوَّارة.. مساكنُ علويات..

نحن مصابيح نوَّارات.. وسفائن جبارات..

نحن طيارات..

نحن للخالق معجزاتُ قدرته.. خوارقُ صنعته..

نحن نوادرُ حكمته.. وبدائعُ خِلقته..

نحن عوالم نور..

هكذا نجلِّي.. بمئةِ ألفِ لسانٍ ولسان.. مئةَ ألفِ برهانٍ وبرهان.. ونُسمِعها مَن هو حقًا إنسان..

عَمِيتْ عينُ ملحدٍ لا يرى وجوهنا.. أو يسمع كلامنا.. نحن آياتٌ بالحق ناطقات..

سُكَّتنا واحدة، خَتمُنا واحد، لربنا نحن مسبِّحات.. له عابداتٌ ذاكرات..

إلى الحلقة الكبرى: دربِ التبانة نحن منتسبات.. وفيها مجذوبات.

الباقي هو الباقي

سعيد النُّورْسِيّ

***