222

المكتوب الثالث عشر

باسمه سبحانه.. وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده

السلام على من اتبع الهدى، والمَلام على من اتبع الهوى

إخواني الأعزاء..

تسألون كثيرًا عن حالي وراحتي، وعن عدم مراجعتي للجهات المسؤولة للحصول على وثيقةِ عودة، [يقصد وثيقة السماح بالعودة إلى الموطن الأصلي بعد النفي؛ هـ ت] وعن عدم مبالاتي بأحوال العالَم السياسية، ونظرًا لكثرة تكرار أسئلتكم هذه، فضلًا عن أني أُسألُها معنًى، فإنني مُضطرٌ للإجابة عنها بلسان «سعيدٍ القديم» لا الجديد.

سؤالكم الأول: كيف حالكم؟ وكيف راحتكم؟

الجواب: إنني أشكر أرحمَ الراحمين مئةَ ألفِ شكرٍ إذْ حوَّل أنواعَ الظلمِ الذي أنزلَه بي أهلُ الدنيا [مقصودُه بأهل الدنيا أرباب السياسة والسلطة؛ هـ ت] إلى أنواعٍ من الرحمة؛ وذلك أني بينما كنتُ منشغلًا بالآخرة في مغارةٍ بأحد الجبال تاركًا السياسة متجرِّدًا عن الدنيا، إذْ أخرجني أهلُ الدنيا من المغارة ونفَوني ظلمًا، فحوَّل الخالقُ الرحيمُ الحكيمُ هذا النفيَ إلى رحمةٍ لي، وحوَّل العزلةَ المعرَّضة لما يُخِلُّ بالإخلاص في ذلك الجبل المحفوف بالمخاطر إلى خلوةٍ في جبال «بارلا» يحفُّ بها الأمان والإخلاص معًا.