260
في صورة التوافق تأييدًا محضًا لإعجاز القرآن والمعجزات الأحمدية، وصارت بركتُهما خاتَم تصديقٍ لإعجاز القرآن والمعجزات الأحمدية، بل عمَّتْ بركتُهما الأكثريةَ العظمى من الكلمات المتماثلة، فحظيتْ هي الأخرى بتوافق، إلا أنه توافقٌ وقع في صفحاتٍ محدودة، أما هاتان الكلمتان فيشاهَد توافقُهما في أكثر الرسائل، فضلًا عن مشاهدته في رسالتَين بجميع صفحاتهما.
ولقد قلنا مرارًا: إن أصل هذا التوافق يمكن أن يوجد بكثرةٍ في الكتب الأخرى، لكن ليس بتلك الدرجة من الغرابة الدالة على القصد والإرادة العالية.
وبعد، فعلى الرغم من أن دعوانا هذه لا تَقبَل الإبطال، إلا أنها قد تبدو بظاهر النظر كأنها باطلةٌ من جهةٍ أو جهتين:
إحداهما: أنه يمكن أن يقال: إنكم رتبتم هذا التوافق بعد تفكيرٍ وإمعانِ نظر، وإنْ كان القيامُ بأمرٍ كهذا بقصدٍ فهو سهلٌ يسير.
فنقول جوابًا عن هذا: إنْ كان يكفي في الدعوى شاهدان عَدْلان، فإن دعوانا بأن الأمر وقع بغير إرادةٍ منا ولا قصد، وأننا لم نقِف عليه إلا بعد ثلاثِ أو أربعِ سنين، يمكن أن يوجَد لها مئة شاهدٍ عدل.
وأذكر نقطةً بهذه المناسبة، وهي أن هذه الكرامة الإعجازية ليست من نوعِ إعجازِ القرآن الحكيم في درجةِ بلاغته؛ لأن قدرة البشر لا تستطيع أن تسلك طريق إعجاز القرآن فتبلغ درجتَه، أما هذه الكرامة الإعجازية فلا يمكن أن تحصل بقدرة البشر، ولا مدخل لقدرتهم فيها، ولو تدخلت لكانت مُصطَنعةً ففسدَتْ. [في «الإشارة الثامنة عشرة» من «المكتوب التاسع عشر»، وردتْ كلمة «القرآن» تسع مرات متوافقةً في صفحةٍ واحدةٍ من إحدى النُّسخ، فوصلنا بينها بخطٍّ فظهرت كلمة «محمد» (ص)؛ وفعلنا الأمرَ نفسَه في الصفحة المقابلة التي وردتْ فيها كلمة «القرآن» متوافقةً ثماني مرات، فظهر لفظ الجلالة «الله»؛ وفي التوافقات كثيرٌ من هذه الأمور البديعة؛ سعيد.
لقد شاهدنا بأعيننا مصداقَ ما جاء في هذه الحاشية؛ بكر، توفيق، سليمان، غالب، سعيد.]