456

أحوالهم أيضًا، أي بنُبوَّاتهم ومعجزاتهم، يُصدِّقون هذا السيد الكريم الذي هو مُقدَّمُهم في مسلكهم وأكملُهم في وظيفتهم، ويوقِّعون على دعواه؛ وكما دلُّوا على الوحدانية بالإجماع وبلسان المقال، فإنهم يشهدون أيضًا بالاتفاق وبلسان الحال على صادقيَّته (ص).

هذا ما أدركه السائح.

خامسُها: كما دلَّ على الوحدانية أُلوفُ الأولياء الذين وصلوا -باتباع هذا السيد واقتفاءِ أثره والأخذِ بدساتيره وتربيته- إلى الحق والحقيقة، وبلغوا الكمالاتِ والكراماتِ والكشفيَّاتِ والمشاهدات؛ فإنهم يشهدون بالإجماع وبالاتفاق على صادقيَّةِ أستاذِهم هذا ورسالته.

ورأى السائح أنَّ مشاهدةَ هؤلاء الأولياء بعضًا من إخباراته (ص) عن عالَم الغيب ورؤيتَهم لها بنورِ الولاية، وتصديقَهم واعتقادَهم بعمومها بنورِ الإيمان، إما بدرجةِ علمِ اليقين، أو عينِ اليقين، أو حقِّ اليقين؛ إنما يُجلِّي كالشمس درجةَ حَقَّانيَّةِ هذا السيد -أستاذِهم- وصادقيَّتَه.

سادسُها: إن الملايين من الأصفياءِ المدقِّقين، والصِّدِّيقين المحقِّقين، وعباقرةِ الحكماء المؤمنين، الذين بلغوا أسمى مقامٍ في المراتب العلمية بما تلقَّوا من درسِ هذا السيد الكريم وتعليمِه الحقائقَ القدسيةَ التي جاء بها، والعلومَ العاليةَ التي اخترعها، والمعرِفةَ الإلهيةَ التي كشَفَها -برغم أُمِّيَّته-؛ مثلما صدَّقوا الوحدانيةَ بالاتفاق -وهي أسُّ أساسِ دعواه- وأثبتوها بالبراهين القوية؛ فإن شهاداتهم بالاتفاق على حقَّانية أستاذهم الأعظم وحقيقةِ قولِ معلمهم الأكبر لَحُجةٌ كالنهار على رسالته وصادقيَّته؛ وما رسائلُ النور بأجزائها المئة -مثلًا- إلا برهانٌ واحدٌ على صدقه (ص).

سابعُها: إن الطائفةَ العظيمة المُسمَّاة الآلَ والأصحاب، وهم أشهرُ مَن عُرِف من البشر بعد الأنبياء بالفِراسةِ والدِّرايةِ والكمالات، وأجلُّهم حُرمةً، وأكثرُهم شهرةً، وأقواهم تديُّنًا، وأبعدُهم نظرًا، قد أدَّاهم تحرِّيهم في أحوال هذا السيد الظاهرةِ والخفية،