459

أولُها: التصديقاتُ الصادرةُ بالإجماع من الجماعة النُّورانية المشهورةِ في العالَم باسم «آل محمد (ص)»؛ وفيها آلافُ الأقطاب والأولياء العِظام ذوي البصيرة الغيبية والنظر الثاقب، كالإمام عليٍّ رضي الله عنه القائل: لو رُفِع الحجابُ ما ازددتُ يقينًا، [اشتهر هذا القول عن علي رضي الله عنه، ونسبه أبو نعيم في «الحلية» (10/ 202) إلى عبد الله بن سهل، والقشيري في «رسالته» ص319 إلى التابعي عامر بن عبد القيس؛ ونبه إلى ذلك ابن القيم في «مدارج السالكين» (2: 377) والقاري في «الأسرار المرفوعة» ص149] وكالغوث الأعظم قدَّس الله سِرَّه، الذي كان يشاهِدُ وهو على الأرض العرشَ الأعظم وعَظَمَةَ مثالِ إسرافيل عليه السلام.

ثانيها: التصديقاتُ الصادرة بالاتفاق من الجماعةِ الشهيرةِ المعروفةِ في الدنيا باسم «الصحابة»؛ فقد صدَّقوا بإيمانٍ قويٍّ جعلهم يُضحُّون بأرواحهم وأموالهم وآبائهم وعشائرهم؛ وهم الذين بعد أن كانوا قومًا من البدو لا كتابَ لهم في ظلماتِ عصر الفترة، وفي محيطٍ أميٍّ خالٍ من الحياة الاجتماعية والأفكار السياسية، إذا بهم في زمنٍ جِدِّ يسيرٍ يصبحون أساتذةً ومرشدين، وساسةً وحكامًا عادلين لأرقى الأمم والحكومات حضارةً وثقافةً وحياةً اجتماعيةً وسياسية، ويديرون العالَم من شرقه إلى غربه إدارةً تبسُط العدل والسلام في أرجاء المعمورة.

ثالثُها: التصديقاتُ الصادرةُ بالتوافق وبدرجةِ علم اليقين من الجماعة العظمى التي فيها ما لا يُحَدُّ من العلماءِ المتبحِّرين المحقِّقين الذين نشؤوا في أمَّته (ص)، وهم موجودون في كل عصرٍ بالآلاف المؤلفة، مجتهدون في مختلف المسالك، متفوِّقون عباقرةٌ في كلِّ فنٍّ.

وعلى هذا حكم السائحُ بأن شهادة هذا السيد (ص) على الوحدانية ليست شهادةً شخصيةً جزئيةً، بل هي شهادةٌ كُلِّيَّةٌ عموميةٌ لا تتزعزع، ولا يمكن بأيَّةِ جهةٍ أن تواجهها جميعُ الشياطين لو اجتمعت.