336

مكانٍ من الولايات الشرقية إلى الولايات الغربية، حتى إنه لم يتمكن أحدٌ من أصدقائي -مع أنهم يبلغون مئة ألف- أن يكتب لي رسالةً أو يبعث إليَّ سلامًا منذ ستة أشهر، وهذا دليلٌ على أنه قد وُجِّهتْ ضدَّنا حملاتٌ مُغرِضة ودُبِّرتْ مكيدةٌ وأُثيرتْ مخاوفُ على نحوٍ شامل لم يُشاهَد مثلُه في أيَّةِ حادثة.

إذًا، فالخُطة التي حاكها هؤلاء المتآمرون كانت ترمي إلى وقوع حادثةٍ تستوجب إنزال أقصى العقوبات بآلاف الرجال مثلي، والحال أن العقوبة التي صدرتْ تَصرِف الأذهان إلى حادثةٍ من قبيل قيامِ شخصٍ بسرقةٍ تافهة؛ إذْ عوقِب خمسة عشر رجلًا بريئًا -من أصل مئةٍ وخمسة عشر- بالسجن خمسةَ أو ستةَ أشهر.

فيا تُرى!! هل في الدنيا عاقلٌ يُسلِّط على نفسه أسدًا مفترسًا أو ثعبانًا عظيمًا بغمزِ ذيلِه، إنْ كان بيده سيفٌ ألماسيٌّ بتَّار؟! فلو كان قصدُه القتال أو حِفظَ نفسه لحوَّل السيف إلى موضعٍ آخر منه.

لقد اعتبرتموني بنظركم ووهمكم مثل ذلك الرجل، فحكمتم عليَّ وعاقبتموني على هذا النحو، فإن كنت أتصرَّف خلافًا للعقل والشعور إلى هذه الدرجة، لَكان يَلزَم إرسالي كمجنونٍ إلى مشفى المجانين، بدلًا من نشرِ الرهبة في أنحاء البلاد وتأليب الرأي العام ضدي بالحملات المغرِضة؛ أما إن كنتُ شخصًا على ذلك القدر من الأهميَّة التي أوليتموها، لما كان هذا الشخص يمدُّ سيفه الحاد إلى ذيل ذلك الأسد أو الثعبان ليَستَعديَهما على نفسه، بل كان سيحمي نفسَه منهما بقدر الإمكان؛ وذلك ما فعلتُه إذِ اخترتُ الانزواءَ طوعًا مدة عشر سنين، متحمِّلًا من الشدائد ما يفوق طاقة البشر، ولم أتدخَّلْ بأيِّ شكلٍ في شؤون الحكومة ولم أرغب في ذلك، إذْ إنَّ خدمتي القدسية تمنعني من ذلك.

يا أهل الحَلِّ والعقد.. أرأيتم إلى رجلٍ استطاع أن يكسب ثلاثين ألف شخصٍ إلى صفِّه بمقالٍ واحدٍ كما ذكرت الصحف قبل عشرين سنة، ولَفَت نظرَ واهتمامَ «جيش