375

ثم إن هناك ثلاث مسائل، هي: الحياة [يقصد ما يتعلق بحياة الناس العامة وشؤونِهم الدنيوية؛ هـ ت] والشريعة والإيمان، فأهمُّها وأعظمُها في نظر الحقيقة مسألة الإيمان، إلا أنه لما كانت مسألتا الحياة والشريعة في نظر العامة، ومن حيث ما تمليه ضروراتُ أحوال العالم أهمَّ المسائل، وكان تغيير أوضاع المسائل الثلاث دفعةً واحدةً على جميع وجه البسيطة أمرًا يخالف سنةَ الله الجارية في البشر، فإنه لو وُجِد ذلك السيد في هذا الزمان، لاتَّخذ تلك المسألة العظمى أساسًا دون المسألتين الأُخريين، لكيلا تفقد خدمةُ الإيمان صفاءَها ونقاءَها في نظر العامة، وليتحقَّق في أذهان العوام الذين يسهل خداعهم أن تلك الخدمة ليست أداةً لأيِّ مقصِدٍ آخر.

ثم إنه تحت وطأة الظلم الشديد المدمِّر المستمرِّ منذ عشرين سنة فسدت الأخلاق أيَّما فساد، وضاع الوفاء والثبات، حتى لم يعد يوجد في العشَرة أو العشرين من الناس شخصٌ واحدٌ يُعتَمد عليه، وهذه الحالة العجيبة تستلزم التحلي بأعلى درجات الثبات والصلابة والوفاء والحميّة الإسلامية، وإلا بقيت خدمة الإيمان عقيمةً تعود بالضرر.

إذًا، إن أخلصَ خدمةٍ وأسلَمها وأهمَّها وأحظاها بالتوفيق ليست سوى هذه الخدمة القدسية التي يعمل في دائرتها تلاميذُ رسائل النور.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إن لشهر رمضان المبارك في هذه السنة أهميةً بالغةً وقيمةً عظيمةً سواءٌ للعالم الإسلامي أو لتلاميذ رسائل النور، وإنه بسرِّ الدستور الأساسي لتلاميذ رسائل النور، أعني دستورَ الاشتراك في الأعمال الأخروية، فإن ما يكسبه كلُّ واحدٍ منهم يُسجَّل مثلُه