377

لدى هؤلاء؛ فكذلك ذو القلب الذاكر اليَقِظ حين يُردِّد بعد الصلاة: سبحان الله.. سبحان الله.. يشعر معنًى بأن ثمة مئة مليونٍ بأيديهم السُّبحات يُردِّدون التسبيحات بين يدي الذات الأحمدية (ص) رئيسِ حلقة الذكر هذه، فيُردِّد: سبحان الله.. سبحان الله.. سبحان الله.. بتلك العَظَمَة والعُلْوِيَّة.

ثم عندما يردِّد: الحمد لله.. الحمد لله.. بأمرٍ معنويٍّ من رئيسِ الذاكرين، يتمعَّن في حمدٍ عظيم صادرٍ عن تحميداتِ مئةِ مليون مُريدٍ في حلقة الذكر ودائرة الختم الأحمدي الرحبة، فيشترك فيها قائلًا: الحمد لله.

وكذلك الأمر بعد ترديد: الله أكبر.. الله أكبر، و: لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله.. ثلاثًا وثلاثين مرةً بعد الدعاء، إذْ يتوجه إلى الذات الأحمدية رئيس حلقة الذكر (ص)، آخذًا بعين الاعتبار إخوان الطريقة في الختمة الكبرى وحلقةِ ذكرِ الطريقة الأحمدية، بالمعنى السابق الذي أوردناه، فيقول: ألفُ ألفِ صلاةٍ وألفُ ألفِ سلامٍ عليك يا رسولَ الله.

هذا أمرٌ وعيتُه وشعرتُ به ورأيتُه خيالًا، ومن هنا تأتي الأهمية البالغة لتسبيحات الصلاة.

المسألة الثانية: ذُكِر في مبحث ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ [إبراهيم:3]، عند بيانِ إشارةِ الآية الحادية والثلاثين، [المقصود ما ورد في «الشعاع الأول» من إشارات الآيات القرآنية إلى رسائل النور، وعددُ تلك الآيات ثلاثٌ وثلاثون؛ هـ ت] أن إحدى خواص هذا العصر أنه يجعل المرءَ يرجِّح الحياةَ الدنيوية على الحياة الباقية وهو يعلم، أي لقد أصبح دستورًا جاريًا أن يرجِّح المرء زجاجًا منكسرًا على ألماسٍ باقٍ وهو يعلم.