379

ولا يقدر على مواجهة هذا المرض العجيب والداء الرهيب لهذا العصر العجيب سوى رسائل النور الناشرة لأدوية القرآن المعجِز البيان كأنها الترياق، ولا يقدر على مقاومة هذا الداء والمرض سوى تلاميذها الأقوياء الثابتين الصامدين الخالصين الصادقين المضحِّين.

وما دام الأمر كذلك، فاللازم أولًا الدخول في دائرتها، والتمسك بها بولاءٍ وثباتٍ تام وإخلاصٍ جاد واعتمادٍ كاملٍ حتى ينجو المرء من تأثيرات هذا المرض العجيب.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إن ما أسنده الحافظ «علي» لأستاذه من المزيَّة والمكانة التي تفوق حدي كثيرًا، إنما نعدُّه نوعًا من الدعاء بلسانه الصادق، لا مدحًا لشخصي؛ وكذلك ما أخبرنا به من تحول «إسبارطة» وما حولها من الأماكن والقرى مثل «صاو» إلى مدارس نورية، وتَنَوُّرِ تلاميذ النور الصادقين وتَرَقِّيهم ترقيًا فريدًا يومًا بعد يوم، فإنما نَعُدَّ ذلك كلَّه خبرًا مُحقَّقًا يبعث على الفرح والسرور ليس لنا فحسب، بل للأناضول وللعالم الإسلامي كلِّه.

وإنا لندعو ضارعين من أعماق قلوبنا وأرواحنا راجين من الرحمة الإلهية أن تتحقق الفقرة الأخيرة من رسالته، بأنه «قد أزِفَ زمانُ الفتوحات المعنوية وتبديد الظلمات كما أخبر بذلك الصادق المصدوق (ص)»؛ غير أن وظيفتَنا نحن تلاميذَ رسائل النور إنما هي القيام بالخدمة.. خدمة الإيمان والقرآن، دون أن نتدخل في الشؤون الإلهية أو نقف منها موقف المُجرِّب، هذا مع مراعاة الكيفية لا الكمية.

ثم إن رسائل النور قد صدَّقتْ تمامًا إخبار الصادق المصدوق (ص) وأثبتتْه بالوقائع وما تزال، وذلك بما حققتْ حتى اليوم من فتوحاتٍ رغم الظروف الرهيبة المستمرة