295

كرديٍّ مثلي حسَبَ تعبيركم؟! أهذه هي القوميَّة التركية؟! أهذه هي الوطنيَّة؟! هيا.. أُحيل هذا إلى ضميركم عديمِ الإنصاف.

لقد أخْلتِ المحكمةُ العادلة سبيلَ أكثرهم عندما علِمتْ براءتَهم، فإن كان ثمة جُرْمٌ فهو جُرْمي، أما هم فكلُّ ما فعلوه -لكريمِ أخلاقهم- أنهم قدَّموا خدماتٍ صغيرةً لشيخٍ غريبٍ طاعنٍ في السن مثلي، فأوقَدوا له المدفأة، وجلبوا له الماء، وأعَدُّوا له الطعام، وبيَّضوا بعض رسائله الخاصة، وما فعلوا كلَّ ذلك إلا ابتغاءَ وجه الله وحدَه؛ وذيَّلوا بتواقيعهم على سبيل الذكرى رسالتَين من رسائلي -هما عندي بمثابةِ دفتر مذكِّراتٍ- ليَسُرُّوا خاطري؛ فهل في الدنيا قانونٌ يا تُرى أو أصولٌ أو مصلحةٌ تؤاخِذُ أمثالَ هؤلاء بمثل هذه الذرائع الباطلة؟!

***

التتمة الثانية لدفاعي

هيئةَ المحكمة..

لعلَّكم تجدون في بياناتي التالية أمورًا لا لزوم لها من منظورِ وظيفتِكم، إلا أنها مسائل تتعلَّق بعموم البلاد، بل بالعالَم أجمع، فلستُم وحدَكم مَن يستمع، بل أولئك أيضًا يستمعون معنًى.

ثم إنكم سترون في بياناتي شيئًا من عدم الترتيب، والسببُ أنني مُنِعتُ حقًّا مهمًّا من حقوقي، ذلك أني لطالما رجوتُ منهم -لرداءة خطي- أنْ يعيِّنوا لي كاتبًا أستطيع أن أُمْلي عليه استدعاءً للدفاع عن حقي في هذه المسألة التي هي مسألةُ حياةٍ أو موت، فلم يفعلوا، بل منعوني الكلامَ منعًا باتًّا مدَّةَ شهرين ظلمًا وجَورًا؛ فلأجل هذا لم أستطع أن أكتب بخطي الرديء المشوَّش كتابةً منتظمة.