530

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء.. أنا على قناعةٍ أن هؤلاء الأماجد الذين صمدوا في الامتحان العسير في هاتين المدرستَين اليوسفيَّتَين -السابقة والحالية- ولم ينسحبوا من دروسها، ولم يتركوا التلْمَذَة فيها برغم شدة وطأتها، ولم تنكسر قوتُهم المعنويةُ برغم كل هذا الهجوم عليهم.. أنا على قناعةٍ من أنهم سيَلقَون الاستحسان والتقدير من أهل الحقيقة والأجيال القادمة مثلما يلقَونه الآن من الملائكة وسائرِ الأرواح الطيبة.

وإن وجود مرضى وضعفاء وفقراء بينكم قد زاد من متاعبكم، ولقد أهمَّني هذا الأمر إلى أن وجدت لكم السُّلوان يا من هم أحبُّ إلي من روحي، وهو أنه عندما يكون كلُّ واحدٍ منكم سُلوانًا لأخيه، ومثالًا يُحتذى في الصبر والأخلاق، وأخًا مشفقًا في التساند والمواساة، ومخاطَبًا ذكيًّا ومجيبًا فطِنًا في مذاكرة العلم، ومرآةً تعكس السجايا الكريمة، فعندئذٍ تتلاشى تلك المتاعب حتى تصير في حكم العدم.

سأرسل لكم يومًا ما جبةَ «مولانا خالد» التي يبلغ عمرها مئةً وعشرين سنة، فكما ألبَسَنيها هذا الإمام [وصلت الجُبَّةُ للأستاذ النُّورْسِيّ عن طريق السيدة «آسية»، وهي من ذرية أحد طلاب «مولانا خالد» رضي الله عنه، وقد سبق التعريف به وذكرُ تفاصيل الخبر في آخر قسم «قسطمونو»؛ هـ ت] سأرسلها إليكم في أيِّ وقتٍ تشاؤون لأُلبِسها -بالنيابة عنه- كلَّ واحدٍ منكم تبرُّكًا.

سعيد النُّورْسِيّ

***