521

ضُمَّتْ هذه الفقرة إلى «الملاحق» لوقوعها بيد المسؤولين الرسميين عن طريق أحد المُخبِرين.

باسمه سبحانه * وإن من شيءٍ إلا يسبِّح بحمده

قبل حلول شهر رمضان المبارك بيومٍ واحد، [من العام 1362 هـ، ويوافق العام 1943 م؛ هـ ت] كانت درجةُ حرارتي قد أخذتْ تتجاوز الأربعين نتيجةَ تسمُّمٍ كما أكَّد الطبيب، وهو أمرٌ نرجِّح بقوةٍ أنه من تدبير أعدائنا الزنادقة العاملين في الخفاء؛ في ذلك الحين حضر كلٌّ من مدعي عام «قسطمونو» ومفتشون من الشرطة إلى منزلي لتفتيشه؛ وعلى إثر تلك اللحظة شعرتُ من قبيل الحسِّ قبل الوقوع أن ثمة خطبًا جَللًا سيَحُلُّ بي، وأن هذا التسمُّم الحادَّ مُفْضٍ إلى الموت، فتضرَّعتُ من أعماق قلبي أن تُقبَض روحي في أحضان إخواني الأعزاء في ولاية «إسبارطة» وأُدفَن في ثراها المبارك.

وفتحتُ الحزب القرآني الأكبر، فظهرتْ لي الآية الكريمة: ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ [الطور:48] وقالت لي: تأمَّل فيَّ، فتأمَّلْتُ فإذا بمعناها الإشاريِّ يقدِّم لي ولنا سُلْوانًا بثلاث أماراتٍ قويَّة، ويأتي على مصيبتي هذه فيجعلُها بوجهٍ ما في حكم العدم، ويجعلُ نفييَ في المرة الخامسة إلى «إسبارطة» دليلًا على قبول دعائي القلبيِّ ذاك.

الأمارة الأولى: أن حروفها تُساوي بالحساب الأبجدي مع حساب الشَّدَّات ألفًا وثلاثمئةٍ واثنين وستين، وهو ما يوافق تاريخ السنة الحالية بحسب التقويم الهجري ويقول معنًى: اصبر.. وسلِّم للقضاء الرباني النازل بك.. أنت تحت نظر العناية فلا تهتم.. داوم على التسبيح والتحميد في جوف الليل.