525

من أنه لو رُفِع الحجاب لقلتم: لك الشكر يا ربنا.. فلقد كان هذا القضاء والقدر الإلهيان عنايةً لنا.

فلا تَعتُبوا على مَن كان سببًا لهذه الحادثة، فإن المخطط الرهيب الشامل لهذه المصيبة كان قد رُسِم منذ أمدٍ بعيد، لكنها وقعتْ خفيفةً معنًى، وستزول سريعًا إن شاء الله، فلا تجعلوا لليأس إليكم سبيلًا، إذْ ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة:216].

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه وإن من شيءٍ إلا يسبِّح بحمده

إخواني الأعزاء.. أنا محظوظٌ جدًّا لوجودي بقربكم.. أُكلِّم خيالَكم بين الفَيْنة والفَيْنة فأجد السُّلْوان.

اعلموا أنه لو أمكن تحمُّلُ الشدائد التي تعانونها لتحمَّلتُها عنكم بكل فخرٍ ومحبة.. لقد أحببتُ من أجلكم «إسبارطة» وما حولها.. أحببتُها بأحجارها وترابها، حتى إنني أقول -وسأقولها رسميًّا-: لو أن حكومة ولايةِ «إسبارطة» حكمتْ عليَّ بالعقوبة، وبرَّأتني حكومةُ ولايةٍ سواها، لاخترت الأولى على الأخرى.

أجل، فأنا من «إسبارطة» نظرًا لثلاثة اعتبارات، ومع أني لا أستطيع إثبات ذلك تاريخيًّا إلا أن لدي القناعةَ بأن سعيدًا الذي جاء إلى الدنيا بناحية «إسباريت» [ناحيةٌ بشرقِ تركيا تَتْبعُ لها قريةُ «نُورْس» التي وُلِد بها الأستاذ النُّورْسِيّ رحمه الله؛ هـ ت] قد مرَّ بأصله من هنا.