392

ونضرب على هذا مثلًا.. فالاحترام والرحمة هما أهم الأسس التي تدير الحياة الاجتماعية، [إشارةٌ إلى ما رواه البخاري في الأدب المفرد، والترمذي في سننه برقم 1920، مرفوعًا: «ليس منا مَن لم يرحم صغيرَنا، ويعرف حقَّ كبيرنا»، قال الترمذي: حسن صحيح؛ هـ ت] وقد تصدَّعا وتزعزعا في هذا الزمان، وأفضى ذلك إلى عواقب وخيمةٍ ونتائج أليمةٍ على الشيوخ والآباء والأمهات في أماكن شتّى، إلا أن رسائل النور حيثما حَلَّتْ واجهتْ هذا الإفساد الرهيب ورممتْ ما هَدَّمه، ولله الحمد.

وكما يعيث يأجوج ومأجوج فسادًا في الأرض بخراب سد ذي القرنين، فإنه مع تَزَلْزُل سدِّ القرآن -أعني الشريعة المحمدية على صاحبها الصلاة والسلام- شرعت الفوضوية المظلمة واللادينية الظالمة تعيثان فسادًا وإفسادًا في الأخلاق وفي الحياة العامة هما أفظع من فعل يأجوج ومأجوج؛ وإن الجهاد المعنوي الذي ينهض به تلاميذ رسائل النور في مثل هذه الحوادث هو بإذن الله مدارُ أعمالٍ صالحةٍ وثوابٍ عظيمٍ بعملٍ قليلٍ كما كان الأمر في زمن الصحابة رضي الله عنهم.

فيا إخواني الأعزاء.. مثلما يكتب كلُّ واحدٍ منا بقلمه حسناتٍ في صحيفة أعمال أخيه، وذلك وفقًا لدستور الاشتراك في الأعمال الأُخروية، وهو دستورٌ يمثِّل في هذا الزمان والحوادث الرهيبة أعظمَ قوةٍ لنا بعد الإخلاص، كذلك يقوي كلُّ واحدٍ منا بلسانه قلعة تقوى أخيه ويرسل الإمدادات لخندقه.

وإن شأن الأبطال الأوفياء الرحماء أمثالِكم أن يَهُبُّوا للمساعدة في هذه الشهور الثلاثة المباركة والأيام المشهورة، خصوصًا لمساعدة أخيكم العاجز هذا الذي أمسى هدفًا لهجومٍ شرس، فأرجو من أعماق روحي هذه النجدة المعنوية منكم، وإني وفقًا لدستور الاشتراك في الأعمال الأخروية، أُشْرِك بدوري طلبةَ رسائل النور في جميع أدعيتي ومكاسبي المعنوية، وربما شملهم دعائي أكثر من مئة مرة في اليوم، شريطة أن يكونوا من طلاب النور بإيمانٍ وولاء.