401

مجديًا، وإن النسخة التي كتبتَها مؤخرًا تعمل في اسطنبول بدلًا منك، وستقوم بفتوحاتٍ بإذن الله.

ففكِّر في عظيم الثواب والاستحسان والتبريك الذي ستُنيلُك إياه نُسختاك المعجزتان للقرآن العظيم الشأن في هذه الأماكن خصوصًا في شهر رمضان المبارك، وفكِّر أيضًا بما سينهمر على روحك من دعوات الرحمة من أنحاء العالم الإسلامي بدخول هاتين النسختين المطبعة عما قريب إن شاء الله، واشكرِ الله تعالى.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء.. إنني نتيجةَ تجاربي التي تُقارب الألف، بتُّ على قناعةٍ تامةٍ من أنني في اليوم الذي أخدُم فيه رسائل النور، أجِد على قدر خدمتي جِلاءً في القلب، وانبساطًا في البدن، وصفاءً في الذهن، وبركةً في المعيشة؛ وأشعر بهذا في أكثر الأيام، ويعترف كثيرون قائلين: إننا نشعر بهذا أيضًا؛ حتى إن سرَّ معيشتي بأقل القليل من القوت كما كتبتُ لكم في السنة الماضية، إنما هو تلك البركة.

ثم إنه يروى عن الإمام الشافعي قولُه: «أنا ضامنٌ رزقَ طالبِ العلمِ المخلص»، لأن في أرزاقهم سعةً وبركة.

فما دامت هذه هي الحقيقة، وما دام تلاميذ رسائل النور قد أظهروا في هذا الزمان الأهلية التامة لنيل وصف طالب العلم المخلص، فلا شك أن الحلَّ الأنجع إزاء القحط والجوع في هذه الأيام هو الشكر والقناعة والتمسك بالتلمذة لرسائل النور بدلًا من ترك خدمتها واللهاث خلف شؤون المعيشة بحجة ضرورات المعيشة.

سعيد النُّورْسِيّ

***