403

فأولها: الرحمة، وثانِيها: الاحترام، وثالثها: الأمن، ورابعها: معرفة الحلال والحرام واجتنابُ الحرام، وخامسها: الالتزام بالنظام وترك الفوضى والتسيُّب.

إذًا، فعندما تتناول رسائل النور شؤونَ الحياة الاجتماعية تؤمِّن هذه الأسس الخمسة وتضع حجرَ أساسِ الأمن وتُحَقِّقه، فليَعلم الذين يتعرضون لها أن تعرُّضهم يصب في حساب الفوضوية ومعاداة الشعب والوطن والأمن.

قلتُ خلاصةَ هذا الكلام لذلك الجاسوس، [يقصد الأستاذ أحدَ المخبِرين الذين ينقلون أخباره وشؤونَه للجهات الأمنية؛ هـ ت] وقلت له: اُنقلْه لمن أرسلوك، وقل لهم أيضًا: إن هذا الرجل لم يراجع الحكومة طَوالَ ثماني عشرة سنةً ولو مرةً واحدةً ليحصل على راحته، ولم يتلقَّ أيَّ خبرٍ عن الحروب التي جعلت العالم في هَرْجٍ ومَرْجٍ منذ واحدٍ وعشرين شهرًا، ورفض أن يعقد أواصر صداقةٍ مع شخصياتٍ مهمةٍ في مناصب رفيعةٍ واستغنى عنهم، فأيُّ معنى لتخوُّفِكم وتوجُّسكم منه ثم مضايقتِه بالمراقبة والترصُّد تحسُّبًا من احتمال تدخُّله بدنياكم؟ وأيُّ مصلحةٍ تقتضي ذلك؟ أم أيُّ قانونٍ يسمح بذلك؟

ألا إنه حتى الحمقى يَعْلمون أن التعرض لهذا الرجل حماقة!!

قلتُ هذا الكلام للجاسوس، ثم قام وانصرف.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء.. بعد أن شاهدتُ نُسخًا من رسالة «الإخلاص» بين ما كتبتموه هذه المرة، لم أجد حاجةً إلى مزيدٍ من الدروس، فأحيلكم على دروسِ أمثالِها من الرسائل، غير أني أنبه إلى ما يلي: