384

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء المباركين.. حينما كانت هديتكم النورانية في طريقها إلى «قسطمونو» قبل ثلاثة أيام، كنت أرى في الرؤيا أن مرسومًا معظَّمًا يأتينا من جانبٍ معنويٍّ يقضي برفع الرتبة والمقام، ويُحمَلُ إلينا بكل احترام؛ فلما نظرنا إلى هذا المرسوم السامي إذا به القرآن العظيم الشأن؛ وحينذاك ورد على القلب هذا المعنى:

سنتلقى -نحن تلاميذَ رسائل النور وشخصَها المعنويَّ- بلاغَ رفعٍ وترقيةٍ من عالَم الغيب، كرامةً للقرآن الكريم.

أما تعبيره الآن فهو ما تلقيناه بأقلام الأبرياء [يقصد الأطفال الذين لم يبلغوا الحُلُم، وكانت لهم مشاركةٌ في كتابة رسائل النور ونَسخِها؛ هـ ت] من تفسيرٍ معنويٍّ للقرآن يمثِّل ذلك البلاغ.

كما أن التعبير الذي بيَّنه «فيضي» و«أمين» قبل ساعةٍ أو ساعتين من ظهور هذا التعبير الآن هو كذلك تعبيرٌ حقٌّ ومهمٌّ.

ثم إن روحي كانت قد شعرت مُسبقًا بهذه الهدية النورانية مدارِ الفرح والسرور، إلا أنها لم تخبر العقل بذلك، بحيث إني قبل أن تصل الهدية بيومين، وفي صبيحة الرؤيا التي بيَّنَها «فيضي» و«أمين» شعرتُ بفرحٍ وسرورٍ على نحوٍ لم أعهده من قبل، واستمر حتى المساء، بل إلى شطرٍ من اليوم التالي، وتبسَّمتُ ضاحكًا ثلاثين أو أربعين مرةً مُبديًا فرحي لأدنى سبب!! ولقد عجبنا أنا و«فيضي» من هذا أشد العجب، وحِرْنا في الأمر، إذ كيف لمن لم يضحك مرةً واحدةً في ثلاثين يومًا أن يضحك في يومٍ واحدٍ ثلاثين مرة ؟!

ولقد تبيَّن الآن أن ذلك الفرح والسرور إنما مبعثه تلك الهدية التي لمَّا تصل، والتي هي كتابات الأُميين والأطفال الأبرياء التي تمثِّل ذلك المرسوم المعنوي المذكور؛ وهي