385

تُخبر أن رسائل النور ستَنشر الأنوار في صحائف الأجيال القادمة، وفي صحيفة مقَدَّرات العالَم الإسلامي، وفي صحائف أهل الإيمان المستقبلية؛ كما تُخبر أن حسنات أولئك الأبرياء من أعمالهم الخالصة وخدماتهم الصافية ستُكتَب وتُسجَّل في صحائف أعمالنا، وتنبئ عن إدامة مُقَدَّرات تلاميذ رسائل النور إدامةً تُكلِّلها السعادة.

وكنت قد شعرتُ روحًا بجزءٍ من ألفٍ من حصتي في ذلك المجموع العظيم، فأثار ذلك فيَّ مشاعر البهجة والسرور.

نعم، فالأعمال المقبولة والأدعية المجابة الصادرة عن مئاتٍ من أمثال هؤلاء الأبرياء، حين تدخل صحيفةَ أعمال خَطّاءٍ مثلي، وصحائفَ أعمال سائر إخواني، تبعث آلاف الأفراح والمسرَّات.

إننا نهنئ هؤلاء الأبرياء والأُميين ومعلميهم على جهودهم البطولية وبراعتهم الفائقة تحت وطأة هذه الظروف الصعبة والزمان الحالك، كما نهنِّئ آباءهم وأمهاتهم، ونهنئ قراهم ومدنهم وأمتهم، ونهنِّئ الأناضول كذلك؛ ولو كنت أقدر أن أكتب لكل واحدٍ من هؤلاء المباركين بطاقة تهنئةٍ وشكر خاصةً بهم لفعلت، فليقبلوا تمنياتي هذه كما لو أنها مكتوبة فعلًا.

سأكتب أسماءهم على هيئة دائرة وأنظر إليها وقت الدعاء، كما سأدخلهم في دائرة الخواص من تلاميذ رسائل النور، وسأشاركهم في مكاسبي المعنوية.

بلِّغوا سلامي نيابةً عني لآبائهم وأمهاتهم، ولأقربائهم ولأساتذتهم، وأسأل الله سبحانه أن يُسعِدهم ويُسعِد أبناءهم في الدنيا والآخرة؛ آمين، آمين، آمين.

سعيد النُّورْسِيّ

***