388

تحاشيًا أنْ يصيب خدمتَنا القدسية ضررٌ معنوي، ذلك أن خدمةَ الإيمان وحقائقَه أسمى من كل شيءٍ في الكون، ولا يمكن أن تكون تابعةً أو أداةً لشيء.

ولقد منعتْنا خدمة القرآن الحكيم من السياسة منعًا قطعيًّا في هذا الزمان، حذرًا من أهل الغفلة والضلالة، وحذرًا من الغافلين الذين يبيعون الدين بالدنيا ويستبدلون بالألماس الباقي خَزَفًا، لئلا يَعدُّوا هذه الخدمة الإيمانية أداةً أو تابعةً لتياراتٍ قويةٍ في الخارج، ولئلا تنحطَّ قيمتُها في نظر العوام.

فيا أهل السياسة والحكومة.. دعوكم من الهواجس تجاهنا ومن الانشغال بنا، إذ يلزمكم بعكسِ ذلك أن تقدموا لنا التسهيلات، لأن خدمتنا تؤسِّس الأمن والاحترام والرحمة، وتعمل لتحقيق الأمن والانضباط وإنقاذ الحياة الاجتماعية من الفوضى، وبذلك تضع حجر الأساس لوظيفتكم الحقيقية وتقوِّيها وتؤيِّدُها.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء.. قبل عشر دقائق من الآن انضم إلى دائرة رسائل النور رجلان جاء أحدهما بالآخر، كلاهما من أهل الفتوة والنجدة، لكنهما أُمِّيان لا يعرفان القراءة ولا الكتابة؛ وقد قلتُ لهما:

إن هذه الدائرة تتطلب في مقابل ما تقدمه من نتائج عظيمةٍ ولاءً لا يتزعزع وصلابةً لا تلين؛ فإن أساس ما قدَّمه أبطال «إسبارطة» من عجائب وخدماتٍ نورية أذهلت العالم ليس سوى ولائهم الفَذِّ وصلابتهم الفائقة، وإن المنبع الأول لهذه الصلابة هو القوة الإيمانية وخَصلة الإخلاص، أما المنبع الثاني فالشجاعة الفطرية.