389

وقلتُ لهما: لقد عُرِفتما بالشجاعة والفتوة، فإن كنتما تبذلان تضحيةً في سبيل أمور دنيوية لا أهمية لها، فلا شك أنكما تُظهِران الرجولة والشجاعة والتضحية في خدمة رسائل النور القدسية، وتحافظان على ولائكما لها، مقابلَ النتائج الأخروية التي هي خيرٌ من الدنيا وما عليها؛ فقبِلا ذلك أتم قبول.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

لما كانت حقائق الإيمان أعظمَ مسألةٍ بين المسائل الثلاث العظمى في العالَمين الإنساني والإسلامي، أعني الإيمان والشريعة والحياة، كان الخواصُّ الصادقون من طلاب رسائل النور يفِرُّون من السياسة أشدَّ الفِرار، وينفِرون منها غايةَ النفور، وما ذاك إلا صونًا للحقائق الإيمانية القرآنية أن تُتَّخَذ أداةً بيد التيارات والقوى الأخرى أو تصبح تابعة لها، وصونًا لحقائق القرآن النفيسة كالألماس أن تنحطَّ إلى منزلةِ قطعِ زجاجٍ في نظر من يبيعون الدين بالدنيا أو يجعلونه أداةً لها، ورعايةً لخدمة إنقاذ الإيمان التي هي أقدسُ خدمةٍ وأعظمُها، كي تؤدَّى على وجهها الأتم.

بل إنكم تعلمون أن أخاكم هذا لم يراجع الحكومة قطُّ خلال ثماني عشرة سنةً خَلَتْ بالرغم من شدة حاجته، لئلا يكون له اتصالٌ بالسياسة والحياة الاجتماعية، كما لم يَسأل مرةً خلال هذه الشهور الثمانية أو التسعة عما يجري في الكرة الأرضية مِنْ هَرْجٍ ومَرْج، ولم يرغب في معرفته.

سعيد النُّورْسِيّ

***