506

وهي أنه خلال عشرين سنة قرأ عشرون ألف شخصٍ عشرين ألف نسخةٍ وجزءٍ من رسائل النور وتلقَّوها بالقبول، ومع ذلك لم تقع من تلاميذ رسائل النور أيَّةُ حادثةٍ تُخِلُّ بالأمن، ولم تسجِّل الحكومةُ عليهم شيئًا من هذا القبيل، ولم تستطع المحكمتان -السابقة والحالية- أن تعثر لهم على أيَّةِ حادثةٍ من هذا النوع؛ والحال أن مثل هذه الحملة المُغرِضة الشديدة المكثَّفة لا بد أن يَظهَر مصداقُها بحوادث في غضون عشرين يومًا، ما يعني أن المادة القانونية الفضفاضة رقم (163) [تنصُّ المادَّة على تجريم ومعاقبة كلِّ مَن يعمل أو يدعو لإقامة الدولة أو بعض مؤسساتها أو أنظمتها وتشريعاتها على أسسٍ دينيَّة، أو يوظِّف الدين أو المشاعر الدينية أو المقدسات الدينية لهذا الغرض أو لأيِّ غرضٍ سياسيٍّ آخَر؛ هـ ت] التي تشمل بحكمها جميع المتديِّنين والدُّعاة شمولًا يناقض مبدأ حرية الضمير، ليست سوى قناعٍ زائفٍ يرتديه الزنادقة ليستغفلوا بعضَ رجال الحكومة ويُضلِّلوا العدالة، ليحقِّقوا ما يَصْبُون إليه من القضاء علينا.

فما دامتْ هذه هي الحقيقة، فإننا نقول بكلِّ ما أوتينا من قوة: أيها الأشقياء الذين باعوا الدين بالدنيا وتَرَدَّوا في حضيضِ الكفر المطلق.. افعلوا ما بدا لكم.. ألا فلْتكنْ دنياكم وبالًا عليكم في الحال والمآل.. ولْتكنْ رؤوسُنا فداءً للحقيقة القدسية التي فدَتْها من قبلُ رؤوسُ مئاتِ ملايين الأبطال.. إننا مستعدون لكلِّ ما عندكم من عقوباتٍ وإعدام.. فالحال خارج أسوار السجن أسوأ مئةَ مرةٍ منها في داخله.. فلا وجود للحرية في ظل هذا الاستبداد المطلق.. لا وجود لحرية الضمير ولا للحرية الدينية ولا العلمية.. ولم يبق لأهل الشرف والدين وأنصار الحرية من سبيلٍ سوى السجن أو الموت.. إننا على ربنا معتمدون.. و﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة:156].

الموقوف

سعيد النُّورْسِيّ

***