508

يحطِّموا أعظم قوةٍ للشعب في هذا البلد، ألا وهي المحبة والتقدير والأخوة التي يُكِنُّها العالَم الإسلامي تجاهه، وليبثُّوا بدلًا منها الكره والقطيعة معه، ولهذا استغفلوا الحكومة، وشوَّشُوا القضاء مرتين، وقالوا: «إن طلاب رسائل النور يتخذون الدين أداةً للسياسة، وقد يَضرُّون بأمن البلاد».

أيها الأشقياء.. صحيحٌ أن رسائل النور لا علاقة لها بالسياسة.. غير أنها في سبيل تحطيمها الكفرَ المطلق تنقض أساسَه وهو الفوضوية الهدَّامة المتمرِّدة، وترفض رأسَه وهو الاستبداد المطلق؛ وبذلك حقَّقتْ وتُحقق الأمن والاستقرار والحريَّة والعدالة؛ وما «رسالة الثمرة» التي هي لائحة دفاعها إلا حجةٌ من مئات الحجج على ذلك، فلْتدقِّقها هيئةٌ علميةٌ واجتماعيةٌ رفيعة المستوى، فإن لم تصدِّق ما قلتُه رضيتُ بكل عقوبةٍ، بل حتى بأقسى إعدام.

الموقوف

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

السيد رئيسَ المحكمة.. اتُّخِذَتْ ثلاثُ موادَّ أساسًا في لائحة القرار:

أولُها: تُهمة الجمعية أو التنظيم.

وأنا أُشهِدُ جميعَ تلاميذ رسائل النور الموجودين هنا، وجميعَ مَن التقى بي أو قرأ الرسائل أو كَتَبَها، أُشهِدُهم جميعًا بأعيانهم؛ فاسألوهم: هل قلتُ لأحدٍ منهم: إننا سنشكِّل تنظيمًا سياسيًّا أو جماعةً نقشبندية؟!

إن ما أردِّده على الدوام هو أننا نعمل على إنقاذ إيماننا، وليس بيننا من صفة التنظيم سوى أننا أفرادُ جماعةٍ إسلاميةٍ مقدَّسةٍ ينتسب إليها عموم أهل الإيمان، ويربو عدد أفرادها