512

هذه العبارة؛ وبعد مضيِّ سنةٍ على هذه الحادثة تحدَّث أحدُ تلاميذ رسائل النور -واسمه عبد الرزاق- إلى الشخص الذي صدرتْ منه تلك العبارة فقال له: أيها الشقي!! إنك تتطاول على إرشاداتِ رسائلِ النور التي هي مَظهَرُ تقديرٍ بإشاراتِ ثلاثٍ وثلاثين آية قرآنية، والتي تحقَّقتْ قيمتُها الدينية بإخبارٍ غيبيٍّ لثلاثِ كراماتٍ من كرامات سيدنا عليٍّ رضي الله عنه، وبإخبارٍ قويٍّ للغوث الشيخ عبد القادر الجيلاني قُدِّس سرُّه، والتي لم تُلحِق بالبلاد ولا بالعباد أيَّ ضررٍ طَوالَ هذه السنوات العشرين، بل أرشدت الآلاف من أبناء البلد وعلَّمتْهم، وقَوَّتْ إيمانَهم، وقوَّمَتْ أخلاقهم، فتقول عنها: إنها تُفسِد!! ألا تخشى الله؟! قطع الله لسانَك.

فعَمَد مقامُ الادعاء في هذه المحكمة إلى كلام هذا التلميذ المُحِقِّ الذي ردَّ به على الشخص القائل: «إن سعيدًا ينشر الفساد فيما حوله» فاقتطع هذه العبارة واكتفى بها!! وأنا أُحيل هذا العمل على إنصافكم وضميركم.

ثم إن مقام الادعاء أراد الطعن في دروس رسائل النور ذات البُعد الاجتماعي فقال: «إن محلَّ الدين ومقامَه الضمير والوجدان، ولا ارتباط له بالحكم والقانون، بل إنه حين ارتبط بهما في السابق حصلت اضطرابات اجتماعية»، وأنا أقول: إن الدين ليس مجرَّد الإيمان وحدَه، بل العملُ الصالح هو جزؤه الآخَر، فهل تظنون أنه يكفي الخوفُ من السجن أو التوجُّسُ من مُخبري الحكومة لردعِ مرتكبي الموبقات التي تسمِّم الحياة الاجتماعية من قتلٍ وزنًى وسرقةٍ وخمرٍ وقمار؟! إن كان الأمر كذلك فيلزم إذًا تعيينُ شرطيٍّ ومُخبرٍ في كلِّ بيتٍ بل إلى جانب كلِّ شخص ليحجزوا الغُواةَ عن الموبقات؛ ومن هنا فإن رسائل النور تقيمُ مع كلِّ شخصٍ في كلِّ وقتٍ رقيبًا معنويًّا من جهة الإيمان ومن جهة العمل الصالح، يذكِّره بسجن جهنم وبالغضب الإلهي فيَقِيْه السيئات بسهولة.

ثم إن مقام الادِّعاء وجد تواقيعَ على توافقاتِ رسالةٍ لطيفةٍ ذاتٍ كرامةٍ بديعةٍ، فزعم أن هؤلاء الموقِّعين هم أفرادُ جمعيةٍ أو تنظيم!! أفرأيتم التواقيع الموجودة في دفاتر الباعة.. أتعني وجود جمعيةٍ كذلك؟!