514

عليكم، لأن السالكين في هذه الجادة يدعو خَلَفُهم لسَلَفِهم ويعينونهم بحسناتهم وأدعيتهم، فضلًا عن أن عملَكم هذا سيجلِب الويلات لهذا الوطن المبارك.

فيا تُرى ماذا سيكون جوابكم إن سُئلتُم في المحكمة الكبرى أمام هؤلاء الثلاثمئة مليار مدَّعٍ: لماذا لم تتعرضوا لكتاب الدكتور «دوزي» المسمَّى: «تاريخ الإسلام»، وهو من أوَّلِه إلى آخره هجومٌ سافرٌ على دينكم وإسلامكم ووطنكم؟! ولماذا سمحتم بقراءة مؤلَّفات الزنادقة في مكتباتكم؟! ولماذا لم تتعرضوا لتلاميذها مع أنهم يشكِّلون جمعيةً بمقتضى قوانينكم؟! بل لماذا لم تتعرضوا حتى للجمعيات والتنظيمات التي تعارض سياساتكم كالتنظيمات الإلحادية والشيوعية والثورية الفوضوية والمنظمات العريقة في الإفساد والتخريب؟! ثم لماذا تعرَّضتم لأشخاصٍ لا علاقة لهم بشيءٍ من السياسة، يقرؤون مؤلَّفاتٍ تُعنى بالحق والحقيقة كرسائل النور التي هي مجرَّد تفسيرٍ لحقائق القرآن، يقرؤونها ليسيروا على جادة الإيمان والقرآن الكبرى، ولينقذوا أنفسَهم وإخوانَهم في الوطن من الإعدام الأبدي والسجن الانفرادي؟! ولماذا أطلقتم على الأخوَّة والصحبة الأخروية القائمة بين هؤلاء المتديِّنين الخُلَّص وصفَ التنظيم مع أنهم لا صلة لهم بأيِّ تنظيمٍ سياسي؟! ولماذا حكمتم بإدانتهم وأصررتم على إدانتهم بقانونٍ عجيبٍ غريب؟! ونحن كذلك نسألكم السؤالَ نفسَه.

إن خصومَنا من الزنادقة والمنافقين الذين ضلَّلوكم وضلَّلوا العدالة، وأشغلوا الحكومة بنا على نحوٍ يُلحِق الضرر بالبلاد والعباد، إنما يفعلون ما يفعلون من خلال إطلاقهم على الاستبداد المطلَق اسم «الجمهورية»، وتمريرهم الارتداد المطلَق عن الدين تحت اسم «نظام الحكم»، وتسميتهم التحلُّلَ والرذيلةَ: «مدنيةً»، والأوامرَ المزاجيَّةَ التعسفيَّةَ الكُفريَّةَ: «قانونًا»، وبذلك يضللونكم ويشغلون الحكومة ويُنزلون بنا النكبات والمِحَن، فيوجهون ضرباتهم للوطن والشعب وحاكميةِ الإسلام خدمةً للمصالح الأجنبية.