516

الموانع المادية والمعنوية التي تُعيقُه عن القيام بوظائفه الإنسانية والإسلامية، ومَبعثُ سُلْوانٍ له في مواجهة ما يضرُّه ولا يقدر على ردِّه.

وما دامت هذه الصداقة والجماعةُ والاجتماعات نزيهةً عن الأغراض السياسية، لا سيما ما يقوم به تلاميذ النور من اجتماعاتٍ على دروس الإيمان الجديرة بكلِّ تقديرٍ واستحسان، وهي اجتماعاتٌ تنطوي على أُخوةٍ في طريق الحقيقة، وتساندٍ في مواجهةٍ ما يضر الوطن والشعب، وصداقةٍ خالصةٍ في درس الإيمان والقرآن تكون وسيلةً قطعيةً لسعادة الدين والدنيا والآخرة، فلا شك أن مَن يطلق عليها وصفَ «التنظيم السياسي» هو إما مغفَّلٌ مخدوعٌ غايةَ الخديعة؛ وإما فوضويٌّ شريرٌ يعادي الإنسانية بهمجيَّة، ويناوئ الإسلام باستبدادٍ وتسلُّط، ويخاصم الحياة الاجتماعية بأحطِّ وأفسدِ ما في الفوضوية الهدَّامة، ويحارب الوطنَ والشعبَ وحاكميةَ الإسلام والمقدساتِ الدينية بارتدادٍ وتمرُّدٍ وعِناد؛ وإما شيطانٌ زنديقٌ يعمَل على إفساد هذا الشعب وقطع شريان حياته خدمةً للأجنبي؛ فيستغفل الحكومة ويضلِّل العدالة بغيةَ أن يصِل إلى سلاحِنا المعنوي الذي ما زلنا نستعمله ضد أولئك الشياطين والفراعنة والفوضويين، ليوجِّهَه إلى وطننا وإخواننا أو يُحطِّمه.

الموقوف

سعيد النُّورْسِيّ

***

أيها السادة.. اسمحوا لي أن أتحدث أمامكم بحديثٍ هو في الظاهر حديثٌ معكم، لكنه في الحقيقة خطابٌ أَرُدُّ به على منظَّمةِ إفسادٍ سريةٍ تَتَّخذ أشكالًا مختلفة، وتهاجم حقيقةَ القرآن وحقائقَ الإيمان بشتَّى الوسائل منذ ثلاثين أو أربعين سنة، بغيةَ إفساد الشعب وتمزيق الوطن خدمةً لمصالح الأجنبي والكفر والإلحاد؛ كما أخاطب به المسؤولين المتحاملين ذوي التفكير السطحي، والجهاتِ التي ضلَّلتْ هذه المحكمة وروَّجتْ لهذه المنظَّمة بلَبوسٍ إسلامي.

(أُلغِي هذا الحديث الخطير مع صدور قرار البراءة في اليوم التالي)

الموقوف في السجن الانفرادي والتجريد المطلق

سعيد النُّورْسِيّ

***