496

باسمه سبحانه

أيها السادة..

أُخبركم إخبارًا قطعيًّا بأن لي ما شئتم من إخوةٍ صادقين وأصحابٍ مخلصين على درب الحقيقة، فضلًا عن الأفاضل الموجودين هنا ممن لا تربطهم بنا ولا برسائل النور صلة، أو ممن لهم بها صلةٌ محدودة.. ونحن جميعًا على قناعةٍ راسخةٍ تبلغ حدَّ البداهة اكتسبناها من كشفيَّاتِ رسائل النور القطعية، هي أن الموت المحتوم قد تحوَّل عندنا بسرِّ القرآن من إعدامٍ أبديٍّ إلى مذكِّرةِ إعفاءٍ وتسريح؛ بينما هو عند معارضينا وعند السالكين دربَ الضلالة إمَّا إعدامٌ أبديٌّ لمن لا يؤمن بالآخرة، وإما حبسٌ انفراديٌّ مظلِمٌ مؤبَّدٌ لمن هو منغمسٌ في الضلالة والإثم والرذيلة مع إيمانه بالآخرة.. فهل في العالَم يا تُرى قضيةٌ إنسانيةٌ أخرى أعظمُ وأهمُّ من قضية الموت حتى يكون أداةً لها؟ فما دام الجواب أنه لا توجد ولا تُعقَلُ قضيةٌ أهم منه، فإني أسألكم: لِمَ كلُّ هذا العَناء والانشغال بنا؟!

إننا نَعُدُّ أقسى عقوباتكم مذكِّرةَ إعفاءٍ وبطاقةَ سفرٍ إلى عالَم النور، ولهذا ننتظرها بكل ثبات؛ غير أننا نَعلم أن الذين رفضونا وأدانونا خدمةً لمصالح الضلالة سيُحكَم عليهم بالإعدام الأبدي والحبس الانفرادي، وسيَلقَون عما قريبٍ جزاءً مروِّعًا.. نعلَم هذا علمَ اليقين، بل نراه كما نراكم الآن في هذا المجلس، ونرثي لهم رثاءً شديدًا بمقتضى المشاعر الإنسانية.

إنني على استعدادٍ لإثبات هذه الحقيقة القطعيَّة المهمة وإلزامِ ألدِّ المعاندين بها، أجل، وأتعهَّد بإثباتها لا أمام لجنة الخبراء الحاقدة عديمةِ الخبرة التي ليس لها من المعنويات نصيب، بل أمام أكبر علمائكم وفلاسفتكم.. فإن لم أثبتْها لهم كالشمس في رابعة النهار رضيتُ بكلِّ عقوبة.