621

إن هؤلاء الأشقياء الذين يوجهون الإهانات لأهل الدين وأهل العلوم الدينية لأجل تديُّنهم إنما يوجهون الإهانة للدين نفسه، ولذلك فهم ملعونون في نظر الملائكة والروحانيين، وملعونون في نظر أهل الإيمان وأهل الحقيقة، ولا ينالون استحسان أحدٍ سوى الزنادقة والسفهاء الأراذل الذين لا يبلغون واحدًا أو اثنين بالألف.

إنهم يهاجمونني ظانِّين بحماقةٍ أنهم بتشويه سمعتي يحطِّمون نفوذ رسائل النور، وأن الرسائل ستسقط بمجرَّد أن يقضوا على شخصي الذي يحسبونه منبعَها، وأنا أقول لهؤلاء:

أيها الأشقياء الذين تشوهون سمعتي خدمةً لصالح الإلحاد، أُخبِركم قطعًا بأنكم -ما لم تتوبوا عما قريب- لن يكون لكم خَلاصٌ ولا نجاة؛ بل ستُعلَّقون على مشنقة الموت بإعدامٍ أبديٍّ على يد جَلَّاد الأجل، وسيُحكَم على أرواحكم الشريرة بالسجن الانفرادي المؤبَّد، وسيَنْصَبُّ عليها اللعن والمقت من أهل الإيمان والروحانيين.. أنا لست أغضب منكم، بل أرثي لحالكم لعلمي بأن ثأري سيؤخَذ منكم مضاعفًا ما لم تتوبوا.

أما رسائل النور فلا يَقدر من هم أتفهُ من الذباب أمثالكم أن يُحطِّموا ذَرَّةً من نفوذها أو يُسدِلوا سترًا عليها؛ بل إن لها مئات آلاف الرجال الذين يُكِنُّون لها الاحترام والإجلال من صميم قلوبهم وأرواحهم، لأنها أنقذتْ إيمانهم.

وأما تأثري شخصيًّا فأخبركم قطعًا بأنني في مقابل ما أجد من انزعاجٍ برهةً من الوقت لا تستغرق دقيقةً أو دقيقتين، أجد من فوري سُلوانًا عظيمًا، بحيث لو زادت حملاتُكم المُغرِضة ألف ضعف ما قَدَرَتْ أن تَنقُص من سُلواني شيئًا؛ إذْ قد بيَّنَّا بكشفيّات رسائل النور القطعية المؤيَّدةِ بآلافِ الحُجج التي تدمغ الفلاسفة، أن الذين يهاجموننا لصالح الإلحاد سَيَلْقَون المهانة بالإعدام الأبدي في الحبس الانفرادي والعذاب المقيم، وأن تلاميذ رسائل النور الذين أنقذوا إيمانهم بها سيحصلون بالموت على مذكرة إعفاءٍ ووثيقةِ سعادةٍ أبدية، وسيكونون مَظهَر حُرمةٍ ورحمةٍ ومكرمةٍ أبدية.