624

كلا.. ليس لهؤلاء الذين يُسيئون إليَّ من مبرِّرٍ سوى أن يتذرعوا بتوجُّه الناس وإقبالهم فيقولوا لهم: لماذا تُولُون هذا الرجلَ المنفيَّ الاحترامَ والتقدير؟

وأنا أقول: يعلم جميع أصحابي أنني لا أطلب إقبال الناس ولا احترامَهم لشخصي، بل أردُّه، فإذا كنت لم أقبل حُسْنَ ظنِّ الآخرين بي، فبأيِّ قانونٍ أُساءَل وأُهان لمجرد أنهم أحسنوا ظنهم بي بغير رضًى مني ولا اختيار؟!

ولو فرضنا جدلًا أن هذا الإقبال كان حقيقةً واقعةً، فإنه يعود بالنفع على الوطن وأبنائه وليس فيه ضرر.

ثم إنني إن قَبِلتُ شيئًا من هذا التوجُّه فأيُّ ضيرٍ في قبولي صداقةَ شخصٍ أو اثنين ليقوما على تدبير شؤوني الضرورية في هذه الشيخوخة والمرض والفاقة ضمن حبسٍ انفراديٍّ رهيب في غرفةٍ قارسة البرد؟! وأيُّ قانونٍ يمنعني من ذلك؟ وبأيِّ قانونٍ أُجبَر على عدم الاتصال بأحدٍ سوى فتًى أو فَتَيَين عاملَين إنْ غابا لعملهما لم يمكنِّي تدبير شؤوني بنفسي؟!

إن النظر في حالتي المأساوية هذه وأخذَها بعين الاعتبار هو أمانةٌ في عنق رجال الحكومة والإدارة والأمن في هذه البلاد، وإنني أؤكد لكم أنكم مَعْنِيُّون بهذا الأمر بشدة.

في التجريد المطلَق بـ«أميرداغ»

سعيد النُّورْسِيّ

***