القسم السادس

أميرداغ

حياتُه في أميرداغ

[«أميرداغ» مدينةٌ صغيرةٌ تقع غربيَّ الأناضول، وتتبع إداريًّا لولاية «أفيون»، وقد كانت في تلك الحقبة التي نحن بصددها مجرد بلدةٍ صغيرةٍ؛ هـ ت]

[آب/أغسطس 1944 – كانون الثاني/يناير 1948]

مقدمة:

إثرَ قرار البراءة الصادر من محكمةِ جناياتِ «دَنِزْلي» لَبِثَ الأستاذ مدة شهرين في مدينة «دَنِزْلي» نفسِها، ثم صدر قرارٌ بوضعه تحت الإقامة الجبرية بـ«أميرداغ»، وبالرغم من ذلك فقد شهدت رسائل النور فتوحاتٍ جديدة، إذِ اتسعت رقعة انتشارها لتعُمَّ معظم المدن والقرى والنواحي، وازداد عدد طلابها في زمنٍ يسير ليبلغ مئات الآلاف، وبُدِئَ بنشرها بواسطة آلات النسخ.

استمرت إقامة الأستاذ الجبرية بـ«أميرداغ» مدة ثلاث سنين، ثم اعتُقِل هو وعددٌ من طلابه وزُجَّ بهم في السجن للمرة الثالثة، حيث سُجِنوا بـ«أفيون» أواخر العام 1947م، واستمر السجن قرابة عامَين، ثم أُفرِج عنه وعاد إلى «أميرداغ» ثانيةً، فأقام بها ثلاث سنين أُخَر، ثم استقر به المقام في «إسبارطة»؛ على أنه ما يزال يتردد إلى «أميرداغ» بين الحين والآخر، متَّخذًا من مدرستها النُّورية مقرًّا لإقامته، إذ هو اليوم أحوج ما يكون للراحة وتغيير الأجواء بعد أن قارب التسعين من العمر. [كُتِب هذا الكلام في حوالي العام 1957م؛ هـ ت]