بعضٌ من الرسائل المتبادلة بين الأستاذ وطلابه
أثناء إقامته بأميرداغ

إخواني في «أميرداغ»..

قولوا لمن تساورهم الهواجس والظنون تجاهي: إن هذا الرجل الذي نقوم على خدمته قد حصلت الحكومة بعد تفتيشٍ دقيق على جميع كتبه وأسراره ومراسلاته الخاصة وغير الخاصة الممتدة على مدى عشرين عامًا، ودققتْ فيها الجهاتُ القضائيةُ في كلٍّ من «إسبارطة» و«دَنِزْلي» وأنقرة طَوالَ تسعة أشهرٍ، فلم تجد في كتبه وأوراقه التي ملأتْ خمسة صناديق مادةً واحدةً تستوجب عقوبتَه أو عقوبةَ أحدٍ من طلابه ولو بسجنِ يومٍ واحد، فصدر قرار براءته عن كلٍّ من محكمةِ «دَنِزْلي» ولجنةِ الخبراء بأنقرة.

ثم إن هذا الرجل الذي نتولى رعاية شؤونه الضرورية احترامًا لشيخوخته، قد ادعى أمام المحكمة وأشهَدَ على دعواه جميعَ مَن حضر المحكمة من أصحابه فصدَّقوه بأنه ما قرأ صحيفةً منذ عشرين سنةً، ولا طالع كتابًا سياسيًّا، ولا استفسر عن شيءٍ من ذلك ولا تحدَّث به؛ وأنه منذ عشر سنين لا يعرف أحدًا من رجال الدولة وكبار المسؤولين سوى رئيسَي حكومةٍ ووالي مدينةٍ ونائبٍ في البرلمان، وليس لديه فضولٌ لمعرفتهم.

وأنه لم يَسأل منذ ثلاث سنين عن الحرب العالمية الثانية، ولم يعلم عنها شيئًا، ولا اهتم بأمرها، ولا استمع إلى مذياع.