651

الأصم تحت ضربات سيف القرآن الألماسي، وانكشافِ الصورة الحقيقية للسياسة بوجهها المتوحِّش القبيح أمام العالَم أجمع، وهي أكثفُ وأخدعُ وأوسعُ ستارٍ يغطي الغفلة والضلالة، فإنه بناءً على الأمارات التي ظهرتْ في الشمال والغرب وفي أمريكا، ولكون الحياة الدنيوية -التي هي المحبوب المجازي لبني البشر- قبيحةً زائلة.. أقول: إن نتيجة ذلك بلا ريبٍ أن البشر سيبحثون بكل قوتهم عن الحياة الباقية التي هي المحبوب والمطلوب الحقيقي للفطرة البشرية.

وهذا القرآنُ المعجِزُ البيان، وهو الكتاب الذي له في كلِّ قرنٍ ثلاثمئةٍ وخمسون مليون تلميذٍ، على امتداد ألفٍ وثلاثمئةٍ وستين سنة، وله ملايينُ من أهل الحقيقة يوقِّعون على جميع أحكامه ودعاويه بالتصديق، وله ملايينُ الحَفَظة ممن يثوي بقدسيةٍ في قلوبهم، ويُعلِّم البشرَ على ألسنتهم على مَرِّ الدقائق، ويبشِّر الناس بالحياة الباقية والسعادة الأبدية، مداويًا جميع جراحاتهم على نحوٍ لا مثيلَ له في أي كتابٍ آخر.. فما دام هذا القرآن قد ادعى الحياةَ الباقية ادعاءً قويًّا شديدًا عبر آلاف الآيات، وأخبر عنها مرارًا وتكرارًا عشرات آلاف المرات صراحةً أو إشارةً، وبشَّر بالحياة الباقية وعلَّم السعادة الأبدية بأدلةٍ قاطعةٍ لا تُرَدّ، وحُججٍ يقينيةٍ لا تُحَدّ، فلا ريب ولا شبهة أن البشرية إنْ لم تفقد صوابها بالكلية، ولم تقم عليها قيامةٌ ماديةٌ ولا معنوية، فإن قارَّات الأرض وحكوماتها ستَنشُد القرآنَ المعجِز البيان، كما فعلت منظماتٌ دينيةٌ كثيرةٌ مرموقةٌ في أمريكا تبحث عن الدين الحق، وكما فعل مشاهير أهل الفكر في السويد والنرويج وفنلندا وبريطانيا من العاملين بجِدٍّ لتلقي القرآن الكريم، وستتمسك به من صميم روحها بعد أن تعي حقائقه؛ لأنه لا مثيل له في نقطة الحقيقة هذه بالذات، بل لا يمكن أن يكون له مثيل، ولا يمكن لشيءٍ أن يقوم مقام هذه المعجزة الكبرى.

ثانيًا: ما دامت رسائل النور قد خدمت هذه المعجزة الكبرى وكانت بمثابة سيفٍ ألماسيٍّ بيدها، واضطرت أعتى المعاندين للاستسلام؛ وما دامت أيضًا معجزةً معنويةً