635

علِم من أخبارها شيئًا، وقد أثبت في مؤلفاته بالدلائل القوية أنه قطع علاقته بالسياسة كُلِّيًّا، كما اعترفت بذلك جهاتكم القضائية رسميًّا؛ وهو الذي يفِرُّ أشدَّ الفرار من إقبال الناس وتوجُّههم إليه، ويتحفَّظ من مديح إخوانه له وحُسن ظنهم به، ولا يُعجَب بشيءٍ من ذلك، لئلا يَضُرَّ بآخرته وإخلاصِه.. فأيَّةُ مصلحةٍ تقتضي منك أنتَ وزيرَ الداخلية أن تُسلِّط عليه واليَ «أفيون» وشرطةَ «أميرداغ» ليقاسي في كلِّ يومٍ ما كان يقاسيه في شهرٍ في السجن الانفرادي، وليُجبَر على البقاء وحيدًا في حبسٍ انفرادي وزنزانةٍ انفرادية؟! أيُّ قانونٍ يسمح بهذه القسوة الرهيبة؟!

هذا ما أبيِّنه لوزير الداخلية عبر دوائر القضاء العليا التي تحافظ على الحقوق العامة.

المحروم ظلمًا من حق الحياة

ومن جميع حقوقه المدنية والإنسانية

سعيد النُّورْسِيّ

***