657

وفقًا لما كتبه السيد «رأفت» و«مصطفى أُرُوج»، وهذا نموذجٌ للسماح بعودة الخط القرآني من جديد، ووسيلةٌ للمقصد الذي ترمي إليه رسائل النور، وإشارةٌ إلى أن الجامعات ستكون مدارس نورية.

وعلى صعيدٍ آخر، فقد اقتبس «أحمد» -أحد النُّوريين بـ«دَنِزْلي»- فقرةً من كتاب «بسمارك» العالمِ العبقري الشهير، وأبرزِ الفلاسفة الاجتماعيين في القرن التاسع عشر، يقول فيها: «لقد دقَّقتُ في القرآن بكل جوانبه، فرأيتُ في كلِّ كلمةٍ منه حكمةً جليلة، إنه كتابٌ لا مثيل له، ولا يمكن أن يوجد كتابٌ يدير البشرية مثلُه».

ويقول مخاطبًا النبيَّ (ص)، مذيِّلًا بتوقيعه: «يا محمد.. يَحزُّ في نفسي أنني لم أكن في زمانك، إن البشرية لم تَرَ قوةً متميزةً مثلك سوى مرةٍ واحدة، ولن ترى بعدَها مثلها، وإنني لهذا أنحني بين يديك بكل إجلال».

ولا ينبغي أن يُكتَب ما ورد في تلك الفقرة من انتقاصٍ شديدٍ للكتب المنزَّلة المنسوخة المحرَّفة، وقد أشرت إلى تلك الجُمل.

إن ثمة علاماتٍ تدعو للتفاؤل، منها كون هذا الرجل واحدًا من أكبر وأذكى فلاسفة القرن التاسع عشر، وأحد أهم شخصيات ذلك القرن سياسيًّا واجتماعيًّا، ومنها حصول العالَم الإسلامي على استقلاله بدرجةٍ ما، ومنها بحثُ الحكومات الأجنبية عن الحقائق القرآنية، ومنها وجود تيارٍ كبيرٍ في الغرب وفي الشَّمال الغربي يؤيد القرآن الكريم، ومنها القرار الذي صرَّح به المستر كارليل -وهو أحد أشهر وأرفع فلاسفة أمريكا- إذْ قال كما قال «بسمارك»: «لا يمكن لأي كتابٍ أن يبلغ شأوَ القرآن بأيَّةِ جهة؛