636

إلى السيد حلمي.. وزير الداخلية السابق والسكرتير الحالي للحزب..

[يقصد حزب الشعب الجمهوري، وهو حزبٌ شكَّله مصطفى كمال إبَّان استيلائه على مقاليد الأمور بعد سقوط الدولة العثمانية، وظل يحكم تركيا كحزبٍ واحدٍ قرابة ربع قرن، ثم هُزِم في أول انتخاباتٍ حرةٍ في مطلع الخمسينات من القرن الماضي، وما يزال قائمًا إلى اليوم يرفع شعاراتٍ عدةً، أهمُّها: الجمهورية والعلمانية والقومية؛ هـ ت]

أولًا: لم أكتب خلال عشرين سنة سوى عريضةِ شكوى واحدةٍ، كتبتُها إليك يومَ كنتَ وزيرًا للداخلية، غير أني لم أنقض قاعدتي التي التزمتُ بها طَوالَ هذه المدة؛ [يقصد أنه كتبها لكن لم يرسلها إليه لئلا ينقض قاعدته التي التزم بها طَوالَ تلك المدة، وهي عدم مراجعة الجهات الرسمية؛ هـ ت] وسأخاطبك بوصفك وزيرَ داخليةٍ سابقًا، وسكرتيرًا حاليًّا.

وإنَّ مَن يتحدث لمرةٍ واحدةٍ إلى أحد كبار رجال الحكومة حديثًا لصالح الحكومة بعد أن ظلَّ صامتًا تجاهها طَوالَ عشرين سنة، إنْ هو تكلَّم عشر ساعاتٍ عُدَّ ذلك قليلًا، فاسمح لي بالحديث ساعةً أو ساعتين.

ثانيًا: أجِدُني مضطرًّا لأنْ أبيِّن لك حقيقةً باعتبارك السكرتير الحالي لحزب الشعب، وهي أن لهذا الحزب وظيفةً بغاية الأهمية تجاه الشعب، وتتمثل في أن أمة التُّرك ومن انضم إليها من إخوة الدين قد أسدتْ ببطولاتها مآثرَ جليلةً للعالَم الإسلامي منذ ألف سنة، وكانت وسيلةً عظمى للحفاظ على الوحدة الإسلامية، وإنقاذِ البشرية بصورةٍ مشرِّفةٍ من الضلالة والكفر المطلق، فإنْ تخليتم اليوم عن القرآن وحقائق الإيمان، ولم تنشروا من فوركم الحقائقَ القرآنية والإيمانية كما كنتم في الماضي، فإنني أخبركم إخبارًا قطعيًّا مؤيَّدًا بالأدلة القطعية أنكم ستكونون السببَ في إيقاعِ العداوة بين العالَم الإسلامي وقائدِه وأخيه البطلِ الشعبِ التركي، وغرسِ البغضاء والكره بينهما بدلًا من تعزيز الأُخُوة والمحبة، وستكونون السببَ في هزيمة هذا الشعب أمام الفوضوية التي ينطوي عليها الكفر المطلَق الذي يسعى جاهدًا للقضاء على العالَم الإسلامي، وستتسببون بالتالي