668

للانتظار حتى الصباح لعدم وجود إذنٍ من المدعي العام، فكلَّفا اثنين من ألدِّ أعدائنا، فكسرا القفل واقتحموا المنزل بغتةً.

ثم إنني حين خرجتُ في نفس اليوم بالعربة، [أجل، نؤكد -باسم تلاميذ النور الذين في «أميرداغ»- وقوعَ هذه الحادثة كما ذُكِر؛ الخياط مصطفى، إسماعيل، مصطفى، الخادم نوري، خيري، خليل] شاهدنا خمس مروحياتٍ تحلِّق على ارتفاعٍ منخفضٍ على نحوٍ لم يسبق له مثيل في هذه المنطقة، ودارت حولنا عدة مراتٍ لعلمهم بالعربة التي أستقلُّها؛ وفي اليوم الثاني وبينما كنا متجهين بالعربة إلى جهةٍ أخرى حيث يوجد جدولُ ماءٍ لا يُرى بسهولة، إذا بخمس مروحياتٍ تُحلِّق على ارتفاعٍ منخفضٍ وجعلت تدور وكأنها تبحث عن شيءٍ ما، ففهمنا أنهم يبحثون عنا.

فما فعلوه في ذَينِك اليومين من تحليقِ خمسِ مروحياتٍ فوقنا على أطراف البلدة، ثم ذهابِها حين دخلنا غرفتنا، إنما هي أمارةٌ قويةٌ على أنهم جعلوا من الحبة مئة قبة.

بلِّغوا الجهات الإدارية والقضائية بـ«إسبارطة» شكري وامتناني لها، ومسامحتي إياها على الأذى الذي ألحقتْه بي، فإنه لا يبلغ واحدًا بالعشرة من الأذى الذي أصابني وأصاب أبطالَ المدرسة الزهراء هنا طَوالَ ثلاث سنين نتيجة هواجس تافهة!!

سعيد النُّورْسِيّ

***